الثقافي

"الغطس في مولمبيك": عزلة من جانب واحد

لم يكن منطلق عملها محاولة النبش في الظروف التي تنشئ إرهابيّي اليوم

بين عشية وضحاها، ليلة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، تحوّلت ضاحية مولمبيك إلى إحدى أشهر أماكن العالم. لقد أفضت التحقيقات إلى أن عدداً من مهندسي الليلة المرعبة التي هزّت مناطق متفرقة من باريس هم أبناء ذلك المكان القريب من بروكسل التي ضربها الإرهاب هي الأخرى بعد فترة وجيزة.

قبل ذلك بشهور قليلة، أصدرت الصحافية هند فرايحي، ذات الأصول المغربية، تحقيقاً مطوّلاً في كتاب بعنوان "الغطس في مولمبيك" باللغة الفلامندية. كتاب نشر مؤخراً في فرنسا عن دار "لا ديفيرونس"، وقد أضيفت إلى غلافه ملاحظة: "التحقيق الذي كان يمكن أن يُنبّهنا".

تعمل فريحي في جريدة "هات لاست نيوز" البلجيكية الناطقة باللغة الفلامندية. لم يكن منطلق عملها محاولة النبش في الظروف التي تنشئ إرهابيّي اليوم، بل كانت تبحث في ما هو أبعد من خلال فهم انعكاسات سياسات الهجرة الجديدة، انطلاقاً مما حدث بعد مقتل المخرج الهولندي تيو فان غوغ، عام 2004، الذي اغتاله متطرّف إسلامي، ما خلق حالة من الجدل ساهمت في تغيير هذه السياسات. لكن إلى أين؟ هذا ما ترصدة فرايحي.

تعتمد فرايحي في كتابها لغة روائية دون الخروج عن إطار القالب الصحافي الذي اختارته. تبدو مولمبيك في العمل قريبة من الصورة التي فرضتها السينما الأميركية حول أحياء السود في شيكاغو في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي، حيث أن شباب الحي يعيشون في عالم ظلاميّ، سيكون من المعقول أن تعشّش فيه ظاهرة التطرف إلى جانب الجريمة والمخدرات.

الكتاب يدرس أيضاً لغة مولمبيك، إنها تركيبة من الفرنسية والفلامندية والعربية والهولندية. هذه الخلطة تتحوّل إلى حجاب يُضرب دون عالم الشباب في الضاحية. فإذا كان العالم معزولاً عنها، تنبّه فرايحي، "لا تظنوا أن شباب مولمبيك معزول عن العالم".

من نفس القسم الثقافي