الثقافي

هشام نعمة فياض: نيجيريا من وجهة نظر عربية

تتناول الملامح التاريخية، وبناء الدولة، والبنية الإثنية، والبنية الدينية، والنمو السكاني، والهجرة الداخلية والتحضر

عن منشورات "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر مؤخّراً، كتاب "نيجيريا: دراسة في المكونات الاجتماعية -الاقتصادية" للباحث هشام نعمة فياض، ليُقدّم إضافةً إلى الدراسات العربية القليلة التي اهتمّت بهذا البلد.

يدرس العمل المكوّنات الاجتماعية والاقتصادية في نيجيريا، وتضيء على سماتها والتحوّلات التي شهدتها والعوامل التي ساهمت فيها، وعلاقة ذلك ببناء الدولة وبإشكالية التنمية، وانعكاساته على الأزمات السياسية والصراعات الإثنية والدينية فيه.

يبحث نعمة فياض في المكونات العرقية الكثيرة التي تعجّ بها نيجيريا، متّبعاً المنهج الوصفي والإحصائي المقارن؛ حيث يستعين بعدد من الجداول والأشكال البيانية في عرضه وتحليلاته واستنتاجاته، محاولاً اختيار جملة من الفرضيات الأساسية التي تتعلق بمساهمة الإرث الاستعماري البريطاني في تعميق المشكلات المرتبطة بمكوّنات البلد، وتعثُّر بناء الدولة الحديثة ومشكلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

يُمكن النظر إلى الكتاب كدراسة عابرة للتخصّصات (الأنثروبولوجية والإثنوغرافية وغيرها)؛ إذ تتناول الملامح التاريخية، وبناء الدولة، والبنية الإثنية، والبنية الدينية، والنمو السكاني، والهجرة الداخلية والتحضر (توسّع المدن)، والهجرة الخارجية، والتوزيع الجغرافي للسكان، والعلاقات الخارجية، ومنها العلاقات بالعالم العربي، والزراعة والثروة الحيوانية، والثروة المعدنية، والصناعة النفطية.

ويطرح العمل تساؤلات حول الأسباب التي أدّت حالت دون حدوث تنمية حقيقة، متطرّقاً في سياق محاولة تقديم إجاات عنها إلى تأرجح نظامها السياسي بين الحكم العسكري والمدني لعقود طويلة، ومساهمة الاقتصاد الريعي وتفشّي الفساد المالي والإداري في مفاصل المؤسّسات في إضعاف التجربة الديمقراطية.

يأتي الكتاب، بحسب الباحث، كمحاولة لإثراء المعرفة العربية عن نيجيريا، التي تُعدُّ أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكّان والثروات الطبيعية، في ظلّ قلّة الكتابات العربية عنها.

وتكمن أهمية هذا البلد في كونه "أحد بلدان دول الجوار العربي، وتتميّز بموقع استراتيجي، ووزن سياسي واقتصادي أهّلها لتكون ذات صوت مسموع في المحافل والمنظّمات الإقليمية والدولية".

 

من نفس القسم الثقافي