محلي

ارتفاع في الإنتاج يقابله ضعف في التسويق

المعرض الوطني للعسل بالبليدة:

يحقق مربو النحل عبر مختلف ولايات الوطن كل سنة إنتاجا وفيرا من العسل بمختلف أنواعه بفضل الغطاء النباتي الذي تزخر به بلادنا و كذا الأجواء المناخية الملائمة إلا أنهم يجدون صعوبة في تسويقه، حسبما أجمع عليه العديد من العارضين المشاركين في فعاليات المعرض الوطني للعسل الذي تحتضن فعالياته ساحة الحرية وسط مدينة البليدة.

ففي جولة لوأج بين أجنحة هذا المعرض الذي ستتواصل فعالياته على مدار أسبوع، تطرق مختلف مربي النحل الممثلين للعديد من ولايات الوطن على غرار باتنة و مستغانم و المدية و تيبازة، إلى الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها لتسويق بضاعتهم بالرغم من استقرار أسعارها على مدار السنوات الماضية .

وفي هذا السياق يرى الشاب اسماعيل وخام أحد مهنيي هذه الشعبة الفلاحية بولاية مستغانم أن مشكل ضعف التسويق الذي يواجهه أغلبية مربي النحل يرجع في الأساس إلى غياب ثقافة استهلاك العسل والذي يقتصر فقط على المرضى وهي الثقافة السائدة خاصة على مستوى الجهة الوسطى للبلاد، حسب تجربته في هذا المجال.

وأضاف ذات المتحدث أن التجربة التي اكتسبها من خلال مشاركته في مختلف المعارض و الصالونات التي احتضنتها عديد ولايات الوطن بينت له ايلاء سكان الجهة الشرقية للبلاد أهمية بالغة لإقتناء العسل بالرغم من تباين مستواهم المادي وهي الثقافة الغائبة نوعا ما وسط سكان المنطقة الوسطى الذين لا يلجؤون إلى تناوله إلا في حالات المرض.

من جهته أكد إلياس شيباني أحد مربي النحل بولاية تيبازة أن ضعف تسويق هذا المنتج هو الإنشغال الذي لا طالما أرق مهنيو هذه الشعبة بالرغم من استقرار الأسعار التي تتراوح ما بين 2800 دج بالنسبة لعسل الحمضيات و اللبينة والإكليل و 5000 دج بالنسبة لعسل السدرة الذي يعد أغلى الأنواع ثمنا.

وأضاف أن ضعف الإقبال على اقتناء العسل بلغ ذروته هذه السنة و التي أرجعها، حسب تخمينه إلى ارتفاع مختلف المواد الإستهلاكية التي أثرت على القدرة الشرائية.

من جهتها أرجعت مليكة مالكي إحدى مربيات النحل بولاية البليدة أسباب هذه الوضعية إلى تفضيل العديد من الزبائن اقتناء العسل المستورد بالنظر لإنخفاض أسعاره مقارنة بالمنتج الوطني متناسين الجودة العالية التي يتميز بها هذا الأخير مقارنة بالمستورد.

وأضافت المتحدثة أن نقص الدعاية الخاصة بالمنتج الوطني أثرت على تسويقه مقارنة بالمستورد الذي يحظى بدعاية كبيرة من قبل الشركات المصنعة مشيرة إلى أن العسل الجزائري يعد من بين أفضل أنواع العسل على مستوى المنطقة العربية.

ويعول العديد من مهنيي هذه الشعبة الفلاحية كثيرا على المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة تربية النحل الذي أشرف على تنصيبه أمس السبت وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري و هذا لتطوير هذه الشعبة من خلال توقيف استيراد العسل كليا من الخارج خاصة في ظل الإنتاج الوفير و كذا المساهمة على وضع آليات من شأنها تخفيض أسعاره باعتبارها العامل الأساسي وراء ضعف تسويقه.

كما يأمل هؤلاء أن تساهم هذه الهيئة التي لا طالما انتظروها- حسبهم- في تنظيم الشعبة وتوطيد أكثر للعلاقة بين الإدارة والمهنيين و إزالة جميع العوائق التي يواجهها المربون بغية تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة الغذائية.

للإشارة، يشكل هذا الصالون الذي يعرف مشاركة نحو 45 عارضا ممثلين ل32 ولاية عبر الوطن فرصة للراغبين في اقتناء العسل للتعرف على مختلف أنواعه و كذا فوائده العلاجية بالإضافة إلى اقتناء مشتقاته التي تستعمل كمواد علاجية جمالية وأخرى طبية.

القسم المحلي

 

من نفس القسم محلي