محلي
خطوات مهمة تنتظر تسليم وتجهيز مصلحة العلاج بالأشعة بمستغانم
ترقب استلام وتجهيز مصلحة العلاج بالأشعة الطبية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 فيفري 2019
قطعت ولاية مستغانم خلال السنوات الخمس الأخيرة (2015-2019) خطوات مهمة في إطار المخطط الوطني لمكافحة داء السرطان بالاعتماد على الكشف المبكر للمرض وتحسين وتطوير العلاج الجراحي والكيميائي وتوفير الأدوية وتقريب المؤسسات الصحية من المرضى.
وقد رافق هذا المجهود بتكوين مستمر للأطباء وتكامل بين القطاعين العمومي والخاص من جهة وبين جهد الدولة والتضامن الاجتماعي الذي تقوم به الجمعيات الخيرية والمتطوعون من جهة أخرى في انتظار تسليم وتجهيز مصلحة العلاج بالأشعة الطبية.
وسجلت مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان لولاية مستغانم ارتفاع في حالات الإصابة بالسرطان من 10.744 حالة سنة 2015 (سنة مرجعية) إلى 18.112 حالة خلال العام الماضي.
كما بلغت عدد حالات السرطان الجديدة التي تم تشخيصها خلال ذات السنة 826 حالة جديدة منها 57 في المائة لأشخاص في السن المتوسط بين 20 و60 سنة ومن بينها قرابة 7 في المائة (24 حالة) لسرطان الأطفال.
وأوضح رئيس المصلحة المذكورة الدكتور محمد بن أحمد أن ولاية مستغانم وحسب الأرقام المرجعية لسنة 2015 كانت تحتل المرتبة الأولى جهويا (الغرب والجنوب الغربي) في معدل الإصابة بسرطان المرأة وهو 5ر104 حالة لكل 100 ألف نسمة (المعدل الوطني 8ر111 حالة لكل 100 ألف نسمة) والثالثة جهويا في معدل الإصابة لدى الرجل ب 6ر70 حالة لكل 100 ألف نسمة بعد ولايتي تلمسان ووهران (2ر100 حالة لكل 100 ألف نسمة).
وذكر نفس المصدر أن معدل الإصابة سنويا بمختلف أنواع السرطان في تزايد مستمر منذ 2015 حيث مر من 4ر54 حالة لكل 100 ألف نسمة خلال هذه السنة المرجعية إلى 5ر63 حالة لكل 100 ألف نسمة العام الماضي.
وتعول مصالح الصحة لولاية مستغانم على تقليل المعدل السنوي للإصابة بالسرطان من خلال تحسين الوقاية من مخاطر هذا المرض الخبيث وخصوصا البدانة ونقص النشاط الحركي والإدمان على المشروبات الكحولية والتدخين خاصة مع تراجع سن تعاطي أول سيجارة من 12 سنة إلى 9 سنوات وتحول الأطفال والشباب من تعاطي التبغ إلى الادمان على الشيشة التي ترفع مخاطر المرض 20 ضعفا بالمقارنة مع السجائر يضيف رئيس مصلحة الوقاية بمديرية القطاع.
وذكر بن أحمد أن مصالح الصحة تعمل منذ سنوات على تحسين التكفل الصحي بالمريض والكشف المبكر عن الأورام وتعزيز طرق الوقاية وتطوير نجاعة جميع الوسائل العلاجية وتوفيرها بمختلف مصحات ومراكز العلاج.
وبهذا الخصوص وفي إطار المخطط المحلي لمكافحة السرطان تم بمستغانم منذ 2015 تدعيم الهياكل الصحية بمخبرين جديدين (خواص) لعلم الأمراض التشريحي Anatomo-Cyto-Pathologie و12 مصلحة للتصوير الطبي (3 مستشفيات و6 مؤسسات للصحة الجوارية و3 خواص) و18 مصلحة للتحاليل البيولوجية (3 مستشفيات و11 مؤسسة للصحة الجوارية و4 خواص).
وتضاف هذه المرافق الصحية إلى 4 وحدات للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم (24 وحدة في 2015) و3 عيادات متنقلة (3 عيادات في 2015) و3 وحدات للتشخيص (3 وحدات خلال 2015) يؤطرها 12 طبيبا وبيولوجيا يقومون بعملية تشخيص الأمراض بمختلف المؤسسات العمومية للصحة الجوارية .
• ترقب استلام وتجهيز مصلحة العلاج بالأشعة الطبية
وبالرغم من فتح مستشفى يومي لمرض السرطان بمزغران وتدعيمه بالطاقم الطبي وزيادة قدرات الكشف المبكر والتشخيص وتدعيم مصلحة الجراحة بمستشفى مستغانم يبقى المخطط الوقائي والعلاجي لمكافحة السرطان "مبتورا" وفقا للدكتور بن أحمد في انتظار استلام وتجهيز مصلحة العلاج بالأشعة الطبية.
وسيتم -إستنادا لذات المتحدث- استلام هذه المصلحة نهاية هذه السنة بعد 36 شهرا من الأشغال و التي تهدف لإنجاز هذا المرفق الضروري بالمستشفى الجامعي 240 سرير بخروبة كما سيتم تجهيزها بالعتاد اللازم بعد موافقة الوزارة الوصية وتسجيل عملية التجهيز نهاية مارس المقبل.
وفي انتظار هذه المصلحة قامت مؤخرا مديرية الصحة والسكان بدعم المستشفى اليومي للسرطان بمزغران بوحدة لسرطان الدم بالتنسيق مع مركز مكافحة السرطان لولاية تلمسان كما قامت بتكوين 32 طبيبا عاما للتكفل بالمرضى من بينهم 6 أطباء سيتم تكوينهم هذه السنة و3 أطباء متخصصين في سرطان الأطفال يضيف بن أحمد.
كما سيتم قريبا فتح مركز لفائدة الجمعيات لإيواء مرافقي المرضى بالقرب من المستشفى اليومي للسرطان ببلدية مزغران.
ومن جهتها شكلت الجمعيات الخيرية والمحسنون والمتطوعون خلال السنوات الماضية سندا قويا للمرضى ولعائلاتهم وخصوصا من الفقراء وذوي الدخل المحدود والقاطنين بالمناطق الريفية يقول الدكتور قارة وهيب طبيب جراح ورئيس الجمعية المستغانمية "الخير بلا حدود".
وصرح أن "الجمعيات هي صوت المرضى وهي القناة التي تصل بها انشغالاتهم والصعوبات التي واجهوها خلال رحلة العلاج للمسؤولين المحليين والمركزيين كما أنها يجب أن تنخرط في استراتيجية للوقاية والكشف المبكر عن السرطان."
وذكر بأن "مرض السرطان يمكن مواجهته بنجاعة أكبر وبتكلفة أقل إذا اكتشفنا الورم مبكرا" ، لافتا الى أن الكشف المبكر هو حجر الزاوية خاصة أن بإمكانه رفع نسبة الشفاء لدى المريضة في حالة سرطان الثدي بنسبة من 30 إلى 40 في المائة.
وفي هذا الإطار دعا الدكتور قارة إلى "تعميم وتوسيع تقنية التصوير الإشعاعي للثدي (الماموغرافي) وخصوصا للعائلات الفقيرة التي لا تملك ثمن إجراء هذا الفحص لدى العيادات الخاصة (5000 دج) وبالنسبة للنساء اللواتي لديهن خطر عالي للإصابة بالسرطان".
ونوه نفس المصدر بالأشواط المهمة التي قطعتها الولاية في مجال مكافحة السرطان خصوصا وأنها انتقلت من غرفة واحدة على مستوى مصلحة الأمراض الداخلية قبل عشر سنوات إلى مصلحة للعلاج الكيميائي بمزغران ومصلحة للجراحة في انتظار مصلحة العلاج بالأشعة الطبية بمستشفى خروبة.
وتقوم جمعية "الخير بلا حدود" منذ 2012 مع جمعيات أخرى وضمن تكتل خيري يضم عدة جمعيات ومحسنين ومتطوعين بحملات تحسيسية حول الكشف المبكر خصوصا عن سرطان الثدي الذي يحتل المرتبة الأولى بولاية مستغانم متقدما على سرطان المثانة والمستقيم والقولون وسرطان الرئة.
القسم المحلي