الثقافي
تمثال السياب.. هل ينجو من العبث؟
خلال الشهور الأخيرة، تعالت النداءات لإعادة تأهيله
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 فيفري 2019
منذ الغزو الأميركي عام 2003، تعرّضت نصب وتماثيل العديد من الرموز الثقافية والوطنية إلى النهب والتخريب والإزالة، حيث سرق تمثال الفارابي والمتنبي وعبد المحسن السعدون، أول رئيس وزراء عراقي، وتساقط أجزاء من نصب الحرية، ومنحوتة أبو نواس وقوس النصر وغيرها.
خلال الشهور الأخيرة، تعالت النداءات لإعادة تأهيل تمثال الشاعر بدر شاكر السياب (1926 – 1964) الذي يقع مقابل كورنيش شط العرب في مدينة البصرة (جنوبي بغداد) الذي صمّمه ونفّذه النحات العراقي نداء كاظم (1939) وأزيح الستار عنه عام 1970.
رغم أن النُصب تم ترميمه بشكل كامل العام الماضي، لكن بعد إعادة افتتاحه بفترة قصيرة بدأت حروف اسم الشاعر مع مقطع من قصيدة غريب على الخليج المثبتة على قاعدة التمثال بالتساقط تباعاً بسبب عدم تثبيتها بمتانة، ولم يكترث أحد من الجهات المعنية بإصلاحها.
لم يمنع وجود سياج يطوّق التمثال لحمايته من وصول العابثين إليه، حيث أُشيع الشهر الماضي أن مجهولين إطلقوا النار مصوبين على قاعدة التمثال، لكن السلطات المحلية نفت هذه الإشاعة التي تذكر بتعرّض التمثال ذاته لحادثة مشابهة عام 2016، لكن يبدو أن الإهمال والعبث هما المسؤولان عن تشوّهه هذه المرة.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الثقافة العراقية أمس الأربعاء عن إجراء عمليات الترميم لمنحوتة صاحب "أزهار ذابلة" بالتزامن مع الإستعدادات الجارية لإقامة فعاليات مهرجان المربد الشعري في دورته الثالثة والثلاثين التي تنطلق في مدينة البصرة في السادس من اذار/ مارس المقبل.
هل تفي الوزارة بوعدها؟ سؤال لا بدّ من طرحه خاصة أن المرّة الأولى لم تحرّك "الثقافة" ساكناً، في وقت تعهدت وزارتا "النفط" و"الموارد المائية" بترميمه، لكن الأخيرة هي من استعان بالنحات نداء كاظم لإنجاز المهمة، بالتزامن مع العمل على تأهيل نهر العشار الذي يصب في شط العرب.
لم يخف كثير من الناشطون تشكّكهم بالتصريحات الرسمية، مع إشارتهم على صفحاتهم في وسائط التواصل الاجتماعي إلى أن التمثال تم ترميمه شكلياً منذ أشهر قليلة، وأن لا أحد يهتم بـ"الرموز الثقافية" للمدينة، على حد قولهم.
القسم الثقافي