الثقافي
محمد بنّيس: مسارات موازية للقصيدة
يضمّ العمل مراسلات الشاعر مع كتّاب وباحثين عرب وأجانب
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 فيفري 2019
"جسر ممتدٌّ بسرعة خاطفة إلى عرف الشعر المعاصر وتوهّج تجاربه الراقية". هكذا وصفت سلمى الخضراء الجيوسي تجربة محمّد بنّيس الشعرية، وهي في بداياتها الأولى. نقرأ العبارة ضمن رسالة للشاعرة والباحثة الفلسطينية إلى الشاعر المغربي، سنة 1974، تضمّنها كتاب "كلام اللانهائي: في ضيافة محمد بنيس"، الصادر خلال الدورة الثامنة والثلاثين من "موسم أصيلة الثقافي" الذي جرت فعالياته بين الخامس عشر والثامن والعشرين من تمّوز/ يوليو الماضي.
احتفت التظاهرة الثقافية السنوية بصاحب "وجه متوهّج عبر الزمن" (1974)، ضمن "خيمة الإبداع" التي تُنظَّم للعام الخامس على التوالي. وإضافةً إلى الندوة التكريمية التي شارك فيها شعراء وروائيون ونقّاد من المغرب وخارجه، جرى الكشف عن كتابٍ جماعي حول الشاعر وتجربته الأدبية والإنسانية؛ يتضمّن مقاربات لدراساته وأعماله النثرية والشعرية، وشهادات لشعراء وباحثين، إلى جانب حوارات ورسائل خاصّة بالشاعر.
في القسم الأوّل من الكتاب؛ "فرح بالبدايات - رسائل"، نجد خمس رسائل إلى بنّيس؛ من بينها رسالة الجيوسي، وأخرى من الفيلسوف والكاتب المغربي الراحل، محمد عزيز لحبابي، سنة 1970، عبّر فيها في رغبته في إدراج قصائد مترجمة للشاعر في طبعة جديدة من كتاب "ديوان الشعر العربي والأمازيغي" الذي أصدره بالفرنسية، وأخرى من المستعرب والمترجم الإسباني بيدرو مارتينيز مونتافيز، سنة 1974، وصف فيها قصائده بأنها "أحسن تمثيل للشعر المغربي الناشئ".في القسم الثاني "حوار"، نقرأ حواراً ترجمه بنيس نفسُه بعنوان "في ثنيات الكلام"، كان قد أجراه معه الشاعر الفرنسي جاك آنسي ونشرته مجلة "أوروبا" الفرنسية عام 2013، ضمن عددٍ خاصّ بالأدب المغربي. أمّا في قسم "حضور نقدي"، فنقرأ عدداً من النصوص والدراسات والشهادات لنقّاد وشعراء ومترجمين؛ من بينهم: الناقدة والباحثة السورية خالدة سعيد، والمترجم حسن حلمي، والشاعر والمترجم الإسباني خايمي سيليس، والشاعرة والأكاديمية الفرنسية ماري بانكارا، والشاعر الإنكليزي جيمس كيركوب.
تضمّن القسم السابع؛ "بلغة شعراء" مقالات لشعراء عرب وأجانب حول بنّيس، بعضهما مقدّمات لأعماله، من بينهم: أدونيس وبرنانر نويل وأنطونيو غامونيدا وقاسم حداد وعبد المنعم رمضان، فيما خُصّص القسم الأخير لبيوغرافيا حول الشاعر المولود في فاس عام 1948، أعماله الشعرية والنثرية ودراساته وترجماته، منذ أولى إصداراته "ما قبل الكلام" (1969) إلى آخر أعماله "يحرقون الحرية" (2016).