الثقافي
الكتابة فعل يقدس المواطنة ويروج للاختلاف بدلا من الخلاف
الروائي إسماعيل يبرير:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 فيفري 2019
رافع الروائي إسماعيل يبرير من أجل تشجيع الكتابة كفعل ثقافي يفترض أنه يروج للاختلاف و يقدس المواطنة بدلا من الخلاف و ذلك في سهرة أدبية نشطها بالمكتبة العمومية بتيبازة حول روايته "مولى الحيرة" الحائزة على جائزة محمد ديب في طبعة 2018.
واعتبر الروائي، و هو صحفي ايضا، الكتابة كفعل ثقافي مقدس، "تضحية و نضال" تتطلب الكثير من الحرص و التركيز و الوقت و معاني راقية للإنسانية يغوص من خلالها الروائي في معركة لتقديس المواطنة و الإنسانية.
وسرد يبرير ظروف كتابة "مولى الحيرة" التي تدور حكايتها على مر 60 سنة من تاريخ الجزائر المعاصرة يقول بشيء من الدعابة خفة روحه المألوفة: "استغرقت خمسة سنوات من الوقت لكتابتها... سنوات جمعت فيها بين الألم و الأمل، تارة الإحباط و تارة أخرى رفع التحدي..توقفت فيها عن العمل لمدة سنة كاملة لإتمام أطوارها و أهملت عائلتي الصغيرة".
وعن اختيار مدينة الجلفة و هو ابن هذه المدينة الواقعة على بعد 200 كلم جنوبي العاصمة، كمسرح تدور فيه أطوار الرواية و علاقتها بأدب المكان، يرى الروائي أن ذلك كان بداعي موروث ثقافي اكتسبه في سن مبكرة حسمت ذاكرة الطفل الاختيار مبرزا أن الانتماء للجهة ينبغي أن يكون مصدرا لتقديس المواطنة و قبول الآخر.. مصدرا للفخر لا مصدرا للتفاخر على الآخر و إقصاء كل ما هو مختلف عنا لان في الأخير الوطن و الإنسانية تجمعنا، رافضا الثقافة الأحادية المنغلقة والمنزوية على نفسها.
في رأيه أيضا، تبقى القراءة والمطالعة هي الاطلاع على عادات وثقافات الآخرين والانفتاح على الآخر، منقذة للأمة وعامل من عوامل تماسك المجتمع والوطن، داعيا إلى تشجيع الفعل الثقافي والأنشطة على شاكلة المقاهي الأدبية التي تنظم في مختلف الهياكل الثقافية التي تزخر بهم الجزائر واستغلالها كفضاءات للاحتكاك والنقاش والتعارف بين مختلف جهات الوطن ولاكتشاف مواهب شابة بإمكانها صقل مواهبها و خوض تجربة الكتابة التي وصفها بالفعل "المقدس الوحيد الذي ينتصر للإنسانية" ويكافح كل "مظاهر العنصرية".
كما رافع الروائي يبرير عن القيم الإنسانية التي تحملها رواية "مولى الحيرة" كرسائل و"نضال وتحد" أراد من خلالها "التمرد" عن واقع "غير متزن ومهلهل" يتسم بالكثير من السطحية والسلبية الممزوجة بالغموض والتيهان والتهميش والإقصاء، عفوي تارة ومقصود تارة أخرى، ليرفع في الأخير لواء الدفاع والانتصار للإنسان.
مريم. ع