الثقافي

عبد العزيز عوض: القدس في نهايات الزمن العثماني

ينطلق من إعلان الدولة العثمانية فصْلَ لواء القدس عن ولاية سورية وربطه بالعاصمة إسطنبول مباشرةً، لتوثيق تبعيّته

صدر، ، كتاب "متصرفية القدس الشريف: 1874- 1914" للأكاديمي والباحث عبد العزيز محمد عوض عن "دار ودر الأردنية للنشر" في عمّان.ينطلق الكتاب من إعلان الدولة العثمانية، عام 1874، فصْلَ لواء القدس عن ولاية سورية وربطه بالعاصمة إسطنبول مباشرةً، لتوثيق تبعيّته والإسراع في إنجاز معاملاته الإدارية، وللحد من التدخّلات الأجنبية في تسيير شؤونه، بحسب المؤلّف.

يخصّص الباحث الفصل الأول، الذي يحمل عنوان "أجهزة الحكم والإدارة"، لمحاولة فهم أساليب الإدارة العثمانية في الإشراف على الولايات، واختلافها من ولاية إلى أخرى، ثم يعالج في الفصول الثلاثة التالية التطوّرات الاجتماعية والاقتصادية لمدن متصرفية القدس وريفها وطوائفها، ويتطرّق في الفصل الخامس إلى مجمل التدخّلات الأجنبية وأثرها على الدولة ومختلف الطوائف.

يشير عوض إلى أن الدارس لتاريخ القدس، في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، لا يمكنه تجاوز الهجرة اليهودية التي أخذت تتدفّق على المتصرفية في ثمانينيات هذا القرن، ونشأ عنها استيطان زراعي يهودي بهدف الاستيلاء على الأرض وإقامة المستعمرات، ما ضاعف من أضرار الهجرة وخطورتها على العرب في القدس والألوية الجنوبية من متصرفية بيروت.

تعتمد هذه الدراسة على المادّة الموثّقة المحفوظة في أرشيف رئاسة الوزراء في اسطنبول، ومنها السجلات والمعاملات والمخابرات الرسمية التي جرت بين الحكومة المركزية في العاصمة العثمانية، وبين السلطات المحلية في المتصرفية بين 1840 و1914.

كما تعتمد على الوثائق البريطانية المحفوظة في "مكتب السجلات العامة" في لندن، ومنها تقارير ومراسلات القناصل الإنكليز في القدس، والتي أرسلوها في الفترة نفسها إلى وزارة الخارجية البريطانية، أو إلى السفارة البريطانية في اسطنبول.

يُضاف إلى مراجع الدراسة ما وثقّه الرحالة الأجانب عن المدينة التي كان يزورها أعداد كبيرة من الحجّاج المسيحيين الغربيين وعلماء الآثار، ورغم وفرة كتاباتهم إلاً أنها كانت وصفية وتخلو من التفصيلات المتعلّقة بالنواحي الاجتماعية والاقتصاديية والإدارية، على حد قول الباحث.

ذُيّل الكتاب بمجموعة ملاحق تضمّ قائمة بأسماء الحكّام الذي تعاقبوا على متصرفية القدس منذ عام 1840، وحتى انهيار الدولة العثمانية، وقائمة موازنة المتصرفية في عام 1914، ومجموعة من الفرمانات السلطانية التي تخصّ المدينة، وملخّصاً بالزيادة السكانية وتوزيع القدس في فلسطين ما بين 1880 و1910، وإحصائيات بتطوّر المستعمرات الزراعية اليهودية في ذلك الوقت.

يُذكر أن عبد العزيز عوض وُلد في يافا عام 1942، وعمل أستاذاً للتاريخ الحديث والمعاضر في جامعات الرياض واليرموك وغيرها لأكثر من أربعين عاماً، وله العديد من البحوث والدراسات الأكاديمية.

من نفس القسم الثقافي