الثقافي
"إلى أن قامت الحرب": شهادة المرأة السورية
يُضمّ شهادات لنساء سوريات عن حياتهن ومشاركتهن في الثورة السورية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 فيفري 2019
صدر، عن "دار رياض نجيب الريس"، في بيروت، كتاب "إلى أن قامت الحرب – نساء في الثورة السورية"، للشاعر السوري جولان حاجي، والذي يُضمّ شهادات لنساء سوريات عن حياتهن ومشاركتهن في الثورة السورية، قبل أن تتحوّل إلى حرب مستمّرة حتى الآن.
يحتوي العمل على شهادات حيّة ومقابلات أجرتها منظّمة "استيقظت" السورية، التي تُعنى بشؤون النساء السوريات، بمجموع يصل إلى ستّين مقابلة/ شهادة، تحدثّت فيها النسوة عن حياتهن ومشاركتهن في الثورة السورية.
حاجي اختار 17 من هذه المقابلات، ليجمعها ويصوغها ضمن رؤيته وأسلوبه الخاصين، محتفظاً بتفاصيل الشهادات كما روتها هؤلاء النساء بين دفّتي الكتاب.
يبدأ الكتاب بجمع الشهادات أو المقابلات في ربيع 2011 وينهيها في ربيع 2013؛ أي خلال المرحلة الأوضح للثورة السورية، لنتعرّف من خلال شهادات النساء هذه على المآسي التي عايشها السوريون طيلة نصف قرن من ظلم وفساد وفقر واعتقالات سياسية وإخفاء قسري وتعذيب للعقول والأجساد، بحسب ما ورد في الكتاب.
تتعدّد نماذج النساء السوريات في العمل، إذ إن بعضهن محافظات وبعضهن أكثر انفتاحاً أو "علمانيات"، كما يصفن أنفسهن، ويؤكّدن في شهاداتهن أنهن لم يشاركن في الثورة طمعاً في نجومية أو شهرة أو لاحتلال الشاشات، وإنما شاركن، لإكمال ثغرة ما في إنسانيتهن المنقوصة.
في القسم الأول، تنعكس آراء النساء المحاوَرات حيال بداية الاحتجاجات في البلاد، حيث يروين معاناتهن وآلامهن وتجاربهن الشخصية، ويُجمعن على خلاصة واحدة، وهي أن النظام لن يتوقّف عن القتل وتصعيد العنف، وأن "عسكرة الثورة أمر لا مفرّ منه، وإلا فقد نذبح جميعاً".
في القسم الثاني، تظهر مجموعة أخرى من النساء اعتُقلن مرّة واحدة على الأقل خلال الثورة، وهن يصفن أو يشهدن على الآلة الساحقة التي شُنّت بها الحرب على المدن والأحياء، وقد رأين هذه الآلة واختبرنها من داخلها.
ويعرض القسم الثالث والأخير شهادتين لامرأتين سوريّتين تعيشان مقتلَعتين خارج سورية، ويستكمل وصف التجارب الذاتية/ الشخصية التي عيشت بهولها وروعها في أحلك الظروف.