الثقافي
"ألف ليلة وليلة": سباق المترجمين الإسبان
تظلّ هناك مبادرات ومحاولات منهم لإعادة ترجمته من جديد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 فيفري 2019
لن يكف "ألف ليلة وليلة" عن اجتذاب الكتّاب للاقتباس منه، والسينمائيين للاشتغال عليه، والمسرحيين لتقديمه على الخشبة (كانت آخرها للمسرحي البريطاني تيم سابل) وكذلك هم المترجمون الذين يعيدون تقديم الكتاب إلى لغاتهم، وتظلّ هناك مبادرات ومحاولات منهم لإعادة ترجمته من جديد.
آخر هذه المحاولات هي ترجمة المستعرب الإسباني سالبادور بِنْيا مارتين التي صدرت عن دار "بيربوم"، رغم أن العمل ترجم أول مرة إلى الإسبانية سنة 1916 من قبل الكاتب والصحافي الإسباني بيثينتي بلاسكو إبانييث وكان ذلك عن ترجمة فرنسية لجوزيف شارل ماردوس.
بعد الترجمة الأولى بسنوات، ظهرت أول ترجمة من العربية مباشرة وحملت توقيع رفائيل كانسينوس أسينس سنة 1955، ورغم أنها اعتبرت من قبل كاتب مثل خورخي لويس بورخيس "أحسن ترجمة للكتاب"؛ إلا أنها نعتت من قبل باحثين آخرين بأنها ترجمة حرفية.
في 1964، نشرت دار "بلانيتا" ترجمة المستعرب الإسباني خوان بيرنيت والتي تعتبر الأدق من وجهة نظر العديد من الباحثين وقد أنجزها صاحبها انطلاقاً من طبعة كلكتا الثانية (1942) وطبعة بولاق (1935).
بعدها نشرت دار "أرغوس بيرغارا" نسخة جديدة أنجزها المستعربان خوان أنطونيو غوتييريث لارايا وليونور مارتينيث سنة 1965 وأعادت نشرها "منشورات أتلانتا" سنة 2014. إضافة إلى نسخ أخرى ترجمت عن الفرنسية.الأمر يعني أننا أمام المحاولة الخامسة لترجمة العمل، والذي صدر في أربعة مجلدات أرفقها المترجم بدراسة وشروح وحملت عنوان Mil y una noches، من خلال العنوان المعدّل، يظهر أن مارتين أدخل عليه تغييراً بسيطاً تمثّل في حذف أداة التعريف من العنوان الذي كان متداولاً لدى المترجمين السابقين.
تجاوز عدد صفحات كل مجلد من مجلدات الترجمة الجديدة خمسمئة صفحة، وبعيداً عن أي تقييم للترجمة فإن عملاً بهذا الحجم استحق جهداً كبيراً لإنجازه. فعوضاً عن عناء نقل هذا النص التراثي الصعب، أرفق مارتين عمله بدراسة مطوّلة عن الكتاب، إلى جانب شروحات لتسهيل القراءة على القارئ الإسباني.لكن وجود الترجمات السابقة التي تعتبر جيدة من قبل الباحثين والمستعربين الإسبان بمن فيهم مترجم النسخة الجديدة يجعلنا نتساءل عن جدوى هذه الترجمة والهدف منها.
لكن الشاعر والكاتب الإسباني وعضو "معهد لغات وثقافات المتوسط والشرق الأدنى" لويس ألبيرتو دي كوينكا يقول في المقدمة التي وضعها للكتاب، إن هذه الترجمة "ستكون بدون شك الترجمة النهائية لـ"ألف ليلة وليلة" إلى الإسبانية فهي الأدق والأكثر وفاءً".