محلي
فرز و تثمين النفايات بوهران تجربة رائدة يقتدى بها
كمرجع بمدن أخرى للبلاد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 فيفري 2019
تشكل الديناميكية الحاصلة منذ بضع سنوات بولاية وهران في مجال فرز و إعادة تدوير النفايات نموذجا يقتدى به كمرجع بمدن أخرى للبلاد، و تعد تجربة استعادة النفايات حديثة في وهران حيث تعود المبادرات الأولى للفرز الإنتقائي إلى ثلاث سنوات مضت و كانت المنظمة غير الحكومية البيئية "أر 20 ماد" المتمركزة بالولاية قد أطلقت برنامجا على مستوى ثلاثة أحياء هي "العقيد لطفي" و حي "عدل المشتلة" و حي "الصباح".
و يبقى حي "عدل المشتلة" الوحيد الذي لا تزال فيه تجربة الفرز الإنتقائي مستمرة بفضل وجود بوابين يحرصون على تطبيق التعليمات فيما يخص وضع النفايات القابلة للرسكلة بالاماكن المخصصة لها. و يرفض مسؤولو منظمة "ار 20 ماد" فكرة "فشل تجربة" الفرز الإنتقائي بالأحياء الثلاثة معتبرين أن ترسيخ ثقافة الفرز الانتقائي لدى المواطنين عمل طويل الأمد لا يأتي بثماره إلا بعد فترة.
و تقول زهور رقيق بريكسي و هي مسؤولة التكوين على مستوى المنظمة بوهران أن دور هذه الأخيرة يتمثل في إنشاء مشاريع نموذجية من شأنها أن تفتح الطريق أمام تجارب جديدة. و ترى هذه المسؤولة بأن "تجربة الفرز الإنتقائي من المصدر على مستوى هذه الأحياء سمحت بتسليط الضوء على العقبات التي يمكن أن تقف في طريق هذا النوع من البرامج".
و أضافت أن طاقم ال "ار 20 ماد" يواصل جهوده لترسيخ ثقافة تثمين النفايات حيث اطلق عدة مشاريع على غرار "خضرة: المرأة فاعل اساسي في تطوير الاقتصاد الأخضر" الذي تستمر نشاطاتة ما بين 2017 و 2019.
و قامت السلطات بتجهيز مركز الردم التقني ببلدية حاسي بونيف بمحطة نموذجية لفرز النفايات بقدرة طن واحد يوميا تم بعدها إقتناء محطة ذات سعة تفوق 100 طن يوميا غير أن التجربة أوضحت أن هذه المحطات ليست مناسبة لفرز النفايات التي تصل إلى مركز الردم التقني.
و قد تم تصميم هذه المحطة التي تم اقتناؤها مقابل 200 مليون دينار لفرز النفايات الجافة التي و للأسف تصل رطبة إلى المركز نظرا لاختلاطها بالفضلات العضوية. و تقول شلال دليلة مديرة مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني بوهران أن "مزابلنا تختلط فيها النفايات الجافة و العضوية " ما يصعب من تمريرها عبر محطة الفرز. و دفعت هذه الصعوبات بالمسؤولين المحليين إلى التفكير في حلول أكثر ملائمة على غرار مراكز الفرز المصغرة حيث حاول الوالي مولود شريفي منذ تعيينه على رأس الولاية في 2017 اللجوء إلى حلول تلائم خصوصيات الولاية.
و من بين هذه الحلول تجهيز كل البلديات (26 بلدية) بضاغطات للنفايات و إنشاء مراكز جوارية للفرز أو على الأقل أرضية لتخزين النفايات القابلة للرسكلة على مستوى كل بلدية. و قد اتت هذه الحلول البسيطة في أغلبها ب"نتائج جيدة" حيث تؤكد مسؤولة مصلحة الرسكلة بمؤسسة تسيير مراكز الردم التقني بوهران, أمينة مغربي, أن استرجاع الكرتون عرف نجاحا سنة 2018 حيث ارتفعت نسبة الكميات المسترجعة بنسبة 632 بالمائة مقارنة بسنة 2017.
و قدر حجم الكرتون المسترجع بالمركز الجواري للمدينة الجديدة الذي تم إنشاؤه بمحاذاة أكبر سوق بالولاية في التسعة أشهر الأولى لسنة 2018 بأكثر من 373 طن.
و علاوة على ذلك ساهم إنشاء لجنة لرصد تسيير النفايات القابلة للرسكلة من طرف التجار في تحسين استرداد الكرتون و الفيلم البلاستيكي. كما أن صعوبة استرداد النفايات المنزلية القابلة للتدوير من مصدرها دفعت مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للبحث عن حلول أخرى حيث لجأت مديرتها الى إبرام إتفاقيات مع مؤسسات مختصة لاسترجاع نفاياتها على غرار المناطق الصناعية للولاية ببلديات حاسي عامر و السانية و أرزيو و بمينائي وهران و أرزيو و ب 46 مدرسة و بجامعة وهران 2 و بمعهد اللغات الأجنبية و 16 حي عسكري و غيرها.
و تقول شلال أن هذه الإتفاقيات كانت مثمرة حيث توفر كميات مهمة من المواد القابلة للتدوير ذات الجودة ما يسمح ببيعها و الحصول على مكسب مضاعف: الأول مالي من خلال بيع النفايات القابلة لإعادة التدوير في المزاد و الثاني إستراتيجي حيث يتم تقليل كمية النفايات المدفونة ما يمدد من عمر مراكز الردم.
و يعتقد الخبراء أن تجربة وهران للفرز الإنتقائي واستعادة النفايات أمر "مثير للاهتمام" لأنه يسمح بتحديد المشاكل و التفكير في الحلول المناسبة. هذه الحلول تنطوي على فتح الحوار مع جميع المعنيين حسب مسؤولي منظمة "أر 20 ماد" و إعتماد تدابير تتكيف مع السياق الوطني, وفقا لمديرة مراكز الردم التقني.
و من جهته, يرى مدير وكالة النفايات الوطنية, كريم وامان, أن وهران من بين المدن التي تم فيها تنشيط "ديناميكية حقيقية في مجال إسترجاع النفايات", مبرزا أنه من المتوقع أن تعمم تجربة مدينة وهران إلى مدن أخرى.
ق. م/ وأج