الثقافي

ما تم اكتشافه بولاية الجلفة من أثار عظمية "سيعزز مكانتها الأثرية في الخارطة الوطنية والعالمية"

اعتبر إقدام الشباب على إنشاء مكتبات في الفضاء المفتوح هي ظاهرة محل اعتزاز، ميهوبي:

أكد وزير الثقافة ,عز الدين ميهوبي, أمس أول الاثنين بالجلفة أن ما تم اكتشافه مؤخرا بهذه الولاية من أثار عظمية مكتملة لحيوانات في فترة ما قبل التاريخ "سيعزز مكانتها الأثرية في الخارطة الوطنية والعالمية"، و في إطار زيارة العمل التي قام بها للولاية, ثمن ميهوبي ببهو المسرح الجهوي "أحمد بن بوزيد "، جهود الفريق الذي وصل إلى هذا الاكتشاف بداية بالمواطن الذي بلغ عن وجود هياكل عظمية إلى فريق العمل المحلي الذي أنقذ الإكتشاف وكذا الفريق المتخصص للمركز الوطني للبحوث في عصور التاريخ علم الإنسان والتاريخ الذي أجرى دراسات بحثية أولية حول ما تم العثور عليه.

وأضاف الوزير أن الأجزاء المكتملة التي تم العثور عليها توحي نتيجتها الأولية وما أتفق عليه الباحثون أن بقايا وحيد القرن "تترجم بصورة دقيقة الرسم الصخري لوحيد القرن الموجود بموقع بلدية زكار( 30 كلم جنوب الولاية) حيث أثبت الإكتشاف وجود الحيوان بالمنطقة كما تعززه النقوش الصخرية".

و في إطار الاهتمام بهذا الإرث أكد الوزير أنه "سيتم تحديد موقعه ووضعه تحت طائلة القانون ويكون مكانا للباحثين والدراسات العلمية في الوقت الذي سيجعل هذا الاكتشاف الجلفة في موقع هام في خارطة أبحاث فترة ما قبل التاريخ ليس في الجزائر وحسب لأن المركز يتوقع الحصول على نتائج أكثر تعزز مكانة الجزائر في الأثار العالمية لاسيما بعد أثار عين الحنش التي تم إكتشافها بولاية سطيف في الفترة ألأخيرة".

و أضاف أنه ستكون فيه دراسات علمية وأكاديمية حول ما تم إكتشافه ونشره في مجلات علمية محكمة حتى تكتسي الصبغة العلمية و الاعتراف.

للتذكير, تم العثور مؤخرا إكتشاف أثري هام على عظام متحجرة (أحفوريه) لوحيد القرن وكذا حصان وحيوان بقري صغير و ذلك بمنطقة "واد ملاح" بالمخرج الشمالي لولاية الجلفة.للإشارة، قام ميهوبي في اليوم الثاني من زيارته للولاية بتفقد عديد الهياكل الثقافية الموجودة بالقطب الثقافي وقبل ذلك كانت له زيارة ميدانية للمواقع الأثرية ببلدية زكار (30 كلم جنوب الولاية) حيث استمتع و عن قرب بلوحات النقوش الصخرية التي أبرع فيها إنسان ما قبل التاريخ ليجسد حياته اليومية وسلوكاته إتجاه محيطه وافراده وصيده للحيوانات.

وكان الوزير قد أكد بأنه "تم تسجيل في الآونة الأخيرة ظاهرة كبيرة هي محل إعتزاز تتعلق بإقدام الشباب على إنشاء مكتبات في الفضاء المفتوح".وأضاف الوزير، على هامش زيارته التفقدية لولاية الجلفة -- التي إستهلها بتدشين مكتبة ريفية ببلدية بويرة الأحداب (80 كيلومترا شمال الولاية) -- بأن إقدام الشباب على إنشاء مكتبات في الفضاء المفتوح (أي في الشارع) من خلال وضع كتب للقراءة والمبادلة بأخرى لها دلالة ورسالة قوية للمجتمع لأجل للإهتمام بالكتاب والمعرفة".

وأبرز في معرض حديثه عن الأهمية التي يكتسيها الكتاب في تربية  النشأ لكونه هو الأصل الأول في منابع  المعرفة رغم تعدد أشكاله سواء كان ورقيا أو إلكترونيا وحتى سمعيا فكل المعارف تمر عليه"،  على حد  تعبيره.

وعزز الوزير كلمته في ذات الصدد "أنه عند تربية النشأ على ما يقرؤون و خلق لهم فضاءات تتيح لهم  كل سبل التواصل في ما بينهم  فذلك طريق نحو الغد و أن المعرفة تمر عبر الكتاب هذا الأخير الذي يقود لمستقبل  لا يكون إلا بنهضة علمية  وتربوية و كذا ثقافية وفكرية".وذكر الوزير بأن  "الدولة لم تدخر جهدا في هذا الميدان الذي يترجمه  إنشاء عبر كل بلديات الوطن مكتبات وفضاءات للمطالعات حتى وإن  اختلفت مسمياتها من (مكتبات ريفية وأخرى حضرية ناهيك عن مكتبات رئيسية) فهي  لها دور وإسهام في القضاء على الفراغ  الذي يؤثر سلبا على أبنائنا والناشئة بشكل خاص".

وبعد أن أكد  بأن "ولاية الجلفة من الولايات التي حظيت  بهذا الإهتمام حيث ستتعزز من خلال هذه الزيارة بدعم  فضاءات المطالعة العمومية ب26 ألف كتاب لتباشر مديرية الثقافة لاحقا في توزيع هذه الإصدارات التي تنفق عليها الدولة الكثير، أشار إلى أن رئيس الجمهورية  عبد العزيز بوتفليقة هو من الذين يدركون قيمة الكتاب حيث خصص ميزانيات كبيرة طيلة فتراته الرئاسية لأجل دعم  نشر الكتاب وهناك برامج  ومخططات خاصة بالنشر وطبع ما أمكن ليستفيد  الناشرون و المؤلفون وكذا القراء معا".

ولعل ما يبرز هذا الإهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية للكتاب، يقول السيد  ميهوبي، "أن أنجع تظاهرة وطنية في هذا الميدان هي المعرض الدولي للكتاب ".

والجدير بالذكر وعد الوزير بعد تدشينه لمكتبة ريفية ببلدية بويرة الأحداب أن تكون فيه إضافة لهذا المرفق من خلال إنشاء بداخله مخبر للغات وهو ما يشكل إهتمام لأبناء المنطقة  إلى جانب قاعة للمحاضرات والندوات لتكون فضاء سمحا للتواصل  وتعزيز الجوانب الثقافية".وعند تطرقه لإسهامات الجلفة في المشهد الثقافي الوطني  أكد الوزير أن "إسهاماتها على مستوى الثقافة الجزائرية ليس بالجديد فهي حاضرة  في كل المجالات فأبناء الجلفة إبداعهم  الثقافي جاد ومجدد ومفيد للثقافة الجزائرية " على حد قوله "وهي تحوز على كتاب وشعراء ومبدعين شرفوا الجزائر في المحافل الدولية وكل هذا يعتبر قيمة مضافة للثقافتنا".

وأشار ميهوبي أن "الجلفة فيها كثير من  المدن التي تتوفر على أعداد كبيرة من المبدعين والمثقفين والنقاد وهي ظاهرة لا يمكن أن يعثر عليها في مناطق كثيرة فحرصنا  الشديد على أن تحظى هذه الولاية  بإهتمام ودعم متواصل و نبارك لها نجاح مسرحها  الجهوي مؤخرا في جائزة وطنية رغم نشأته الحديثة".

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي