الثقافي

بشير ربوح يحضر لمشروع فكري يهتمّ مباشرةً بالنصوص الفلسفية العربية التي تنبني على فكرة النضال

من بينهم إدوارد سعيد، محمد أركون وجورج قرم

قال بشير ربوح وكاتبٌ وأستاذ فلسفة من مواليد 1967 في رأس الوادي ببرج بوعريريج أنه يحضر الآن لمشروع فكري يهتمّ مباشرةً بالنصوص الفلسفية العربية التي تنبني على فكرة النضال وأشار في دردشة له مع موقع "العربي الجديد" أن  ما يشغله في هذه الأيام مسائل عديدة، من بينها التحضير لمشروع فكري أسعى فيه إلى بلورة رؤية مزدوجة تهتمّ مباشرةً بالنصوص الفلسفية العربية التي تنبني على فكرة النضال، بينما يذهب شقٌّ آخر جهة الفكر الغربي لمناقشة قضايا الفعل، والاختلاف، والهوية، وعلاقة ذلك بالفضاء الفلسفي العربي، فانشغالاتي متقاطعة من أجل البحث عن رؤية عربية حداثية.

وعاد المتحدث وذكر بآخر عمل صدر لي هو كتابٌ بعنوان "أسئلة قلقة في الراهن العربي"، و هو في الأصل مجموعة مقالات كُتبت في ظروف مختلفة، لكن الخيط الناظم الذي يتحكّم فيها هو: منطق الراهن، الذي يعني بالنسبة إليَّ التصدّي للواقع المتغيّر باستمرار، ومناقشة قضاياه والاشتباك مع أسئلته الحارقة. وسأجتهد في المقبِل من الأيّام أن أبلور رؤية جديدة حول: شخصيات معرفية عربية؛ مثل: إدوارد سعيد، ومحمد أركون، وجورج قرم.

وفي رده على سؤال حول إن كان راض عن إنتاجك ولماذا؟؟ قال: "هناك علاقة صدامية بين الرضا والكتابة، فكلّما ارتفع منسوب الكتابة، ارتفع معه تلقائياً منسوب الانزعاج؛ لأن الكتابة الحقّة هي، في عمقها، منفتحة على ممكنات جديدة وطريفة من الأسئلة والهواجس والآفاق، وعدم الرضا نابع أصلاً من أن الكتابات السابقة كانت مجرّد تدريب على طَرْق عوالم أخرى من التأليف، والوقوف على آليات التفكير والنقد والتجاوز عند المفكّرين والفلاسفة".

وحول إن قُيّض لك البدء من جديد، أيَّ مسارٍ كنت ستختار؟ قال: " البداية فكرةٌ فلسفية بامتياز. وهنا والآن، أتحدّث عنها بالمعنى الفكري، وليس بالمعنى الرقمي، فأن تبدأ يعني أن تستكشف قدراتك الذاتية، وأن تعيد تشكيل ذاتك وفق منطق الراهن الذي يفرض عليك أن تكون ذاتاً ناقدةً. وعليه، فأنا دوماً أريد أن أكون كاتباً مناضلاً في سبيل الأمكنة والفضاءات التي نستنشق فيها عبق الحرّية والنقد والمسؤولية والأمل في إنسان عربي جديد".

مضيفا: "التغيير لا يُصنَع بين الجدران، التغيير فعلٌ يومي مستمرّ، ويكون بالضرورة خارج الأنساق والأيديولوجيات التي تنشغل فقط بالفرجة، وتذهب جهة الأفراح الزائفة. التغيير يريد أن يتوجّه جهة الإنسان العربي الجديد، بحيث يصبح الأخير قادراً على التواجد في الزمن الراهن بكلّ ثقة".

أما فيما يخص الشخصية التي يود تودّ لقاءها، من الماضي ولماذا هي بالذات؟ فقال: " الالتقاء بها الفيلسوف "الوليد ابن رشد"، فهو شخصية فكرية متمرّدة على زمنها، عاشت في جغرافيا الغرب "الأندلس"... فكّر ابن رشدٍ بطريقة اختراقية، لم ينافق في أفكاره، ولم يتملّق في السياسة، كانت أفكاره من أسباب نهضة الغرب، وحدثت لها مع هذا الغرب المسيحي المأساة ذاتها، فهو شخصية نصية وثورية في عمقها".

يذكر أن الكاتب هو أستاذ فلسفة من مواليد 1967 في رأس الوادي بمحافظة برج بوعريريج. من إصداراته: "مطارحات في العقل والتنوير: عبد الوهاب المسيري أنموذجاً" (2012) عن "دار الفارابي"، و"استشكالات ودروب، في قضايا الفكر الفلسفي المعاصر"، (2017) عن "دار القرن21"، و"أسئلة قلقة في الراهن العربي" (2018) عن منشورات "ضفاف" و"الأمان" و"الاختلاف"، إضافةً إلى كتاب جماعي بعنوان "السؤال عن الهوية في التأسيس والنقد والمستقبل" (2016).

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي