الثقافي

أحمد خودي يعيد "ماكبث" إلى الركح عبر مسرحية هزلية

قدمت على خشبة المسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"

أعاد المخرج المسرحي أحمد خودي تقديم مسرحية "ماكبث" إلى الركح عبر طريقة هزلية، عرضت مساء أمس الجمعة على خشبة المسرح الوطني "محي الدين بشطارزي" بالجزائر العاصمة، ولعب أدوار المسرحية كلا من وروبحي فيسة منيرة، وبوعلاق محمد، ويسعد عبد النور، ومداح محمد، ويزيد صحراوي، وهورو سليمان، وشعبان محمد عزيز، ونصار صالح. وعن العرض يقول خودي "إنه تزاوج بين فني الفكاهة والدراما، يأتيان في صورة الصراع الدائم الحاصل في الحياة، صراع يختلف في الشدة والتطور بين الأفراد، يصل إلى أبعد نقطة في الشر، وهي القتل، مروراً بالانتقام، من طرف الإنسان".

هذا النص الذي كتبه أونيسكو محولّاً قصة شكسبير التراجيدية إلى قصة هزلية عن الطموح والفساد والجبن والجهل والطمع البشري، في عام 1972 المقتبس من عمل شكسبير الذي يكاد أن يكون أكثر تراجيدياته تبنياً في المسرح والسينما بعد هاملت، حيث يتناول السلطة والطاغية والخيانة والعنف.

غير أن أونيسكو أخذ "ماكبث" إلى منطقة هزلية، متأملاً لعبة السلطة العبثية والطريقة الكامنة واللاواعية تقريباً التي تفسد فيها السلطة المطلقة تماماً، وكيف أن أنبل الناس لديهم تلك الإرادة اللاواعية التواقة للهيمنة والقتل في سبيلها.

في نسخة أونيسكو يقوم الجنرالان ماكبث وبانكو بإخماد تمرّد في البلاد، وفي مقابل خدماتهم البطولية وعد الأرشيدوق دنكان بمنحهم الأرض والألقاب والثروة، لكنه يعود ليُنكر الاتفاق ويتركهما بلا شيء، وبتشجيع وإغراء من زوجة دنكان، تحيك مؤامرة مع ماكبث لاغتيال الأرشيدوق ثم يتوّج نفسه ملكاً وبعدها يقتل صديقه بانكو.

بينما هو يحاول الحفاظ على العرش، يدخل في حلقة مفرغة من القتل وسفك الدماء، تطارده أشباح ضحاياه إلى أن يعود العرش إلى الوريث الشرعي مالكوم ابن الأرشيدوق الآتي من قرطاج، والذي نتبيّن أنه طاغية أسوأ من ماكبث ومن والده قبله.

وفي النص الأصلي تفتتح المسرحية وسط الرعد والبرق، وثلاثة ساحرات يقررن أن لقائهن القادم سيكون مع مكبث، في المشهد التالي يظهر رقيب مجروح من جيش الملك، يخبر الملك أن مكبث أحد قواده وبانكو قاموا بصد غزوة للقوات المتحالفة نورماندي وأيرلندا, ويعجب الملك بشجاعة مكبث وقوته الجامحة، التي وصفها له القائد المجروح.

يتغير المشهد ليظهر مكبث وبانكو في محادثة يقيموا نصرهم "ياله من يوم أحمق لم أر مثله من قبل"، وبينما هم يتسائلون في أرض بور، تظهر الساحرات الثلاثة المنتظرات وتحييهم وتنبئهم بما سيكون عليه مستقبلهم، وعلى الرغم من أن بانكو هو أول من أعترضهم إلا أن الساحرات توجهن بالحديث لمكبث، في البداية لقبوه بنبيل الجلامس كما هو معروف ،والثانية بنائب الملك، فيما أن النداء الثالث كان "ستكون ملك بعدئذ", ويطبق مكبث بالسكوت والصدمة، فيقوم بانكو باعتراضهم مرة أخرى، تقوم الساحرات بتنبيئه أنه سيكون والد سلالة من الملوك، وفيما يتعجب الرجلان ويتسائلان عن هذا الأعلان تختفي الساحرات الثلاثة، ويصل أحد النبلاء وهو رسول من الملك ليخبر مكبث بالنبؤة الأولى وهي نائب للملك، وفي الحال تتوهج حماسة مكبث ليصبح ملكاً.

يقوم مكبث بالكتابة لزوجته عن أمر الساحرات الثلاثة ونبؤاتهن، فيما يقرر الملك البقاء بقلعة مكبث بمدينة أنفرنيس، تقوم السيدة مكبث بتدبير خطة لقتل الملك وتأمين العرش ليصبح لزوجها، فيما تداهم مكبث الشكوك والقلق عن عواقب هذا الأمر، ولكن السيدة مكبث تستفز ملكاته بعبارات مثل " أنت لست برجل " إلى أن يقتنع ويقوما بتنفيذ الخطة، ويتهم خدم الملك بقتله وهو نائم، تدور أحداث القصة وتنقلب نعمة الملك إلى نقمة بسبب الكوابيس التي تلاحق مكبث وانتحار زوجته ومن ضمن الهلوسات التي لاحقت مكبث رؤيته شبح صديقه بانكو بعد أن أستأجر رجلين لقتله هو وأبنه فلينس وتنجح عملية القتل، ولكن فلينس أبن بانكو يلوذ بالفرار. تنتهي القصة بمقتل مكبث على يد مكدف.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي