الثقافي

"تشريح المرايا": تفكيك مشروع حمّودة النقدي

تتبَّع العمل مجمل ما كتبه الناقد المصري في ثلاثيته

دراسات قليلة خُصّصت لمراجعة المشروع النقدي للأكاديمي والباحث والناقد وكاتب المسرح المصري، عبد العزيز حمّودة (1937 - 2006)، آخرها كان كتاب "تشريح المرايا" للباحث الجزائري نبيل محمد صغير، الصادر مؤخّراً عن "منشورات ضفاف" و"منشورات الاختلاف"، و"دار الأمان".

تضمّ الدراسة جملة من المجالات المعرفية المرتبطة بالنقد العربي الحديث والمعاصر، وكذلك النقد الغربي الحداثي وما بعد الحداثي، وبالبلاغة العـربية التي كانت ولا تزال أساس أيّة نظرية نقدية قائمة أو بديلة، لوضع مشروع حمودة المتمثّل في قراءة النقد الحداثي العربي، عبر نصوص يمنى العيد، وجابر عصفور، وكمال أبي ديب، وهدى وصفي، في محاولة لإنتاج خطاب نقدٍ نقدي، ويفكك تلك الخطابات.

أعاد صغير مرجعيات حمودة إلى النقد الجديد الأنغلوسكسوني، نقد النقد التفكيكي، بعد ما بعد الحداثة، موضّحاً كيف استمدّ حمّودة مجموعة من المفاهيم النقدية في خطابه النقدي، فأخذ عن النقد الجديد مفهوم النسق، ورؤية الذات، وأخذ عن النقد الذي وجّهه النقّاد الغــربيون (جون إليس وجوناتان كللر) للتفكيك مرجعية لنقد التفكيك الغربي والعربي.

يلاحظ المؤلّف انحياز حمّودة الضمني إلى طروحات النقد الجديد. وفي قراءة تاريخية منه، يكتشف أن ذلك التأثّر يعود إلى اشتغاله بالنقد الجديد تنظيراً وتطبيقاً في الستينيات، وهذا ما يظهر في كتابه "النقد الحديث وعلم الجمال".

يتضمّن الكتاب ثلاثة فصول؛ هي: "تفاعل المرجعيات النقدية والفكرية في تأسيس خطاب نقد النقـد"، و"آليات القراءة والفهم في سجالات خطاب نقد النقد"، و"البدائل النظرية والنقدية في مراجعات نقد النقد".

تتبَّع العمل مجمل ما كتبه الناقد المصري في ثلاثيته: "المرايا المقّعرة" (1998)، و"المرايا المحدّبة" (2001) و"الخروج من التيه" (2003)، والتي بيّنت ملامح مشروعه النقدي، إضافة إلى ما وضعه في بقيّة مؤلّفاته وأبحاثه الأكاديمية ومقالاته خلال خمسين سنة قضاها في البحث والتدريس، ومن بينها: "المسرح السياسي" (1969)، و"البناء الدرامي" (1975)، و"المسرح الأميركي" (1973)، و"الحلم الأميركي" (1993).

من نفس القسم الثقافي