الثقافي

"موسوعة السرد العربي": عن ظاهرة عمرها 1500 عام

تدرس ظاهرة السرد في الأدب العربي منذ العصر الجاهلي إلى وقتنا الحالي

صدرت مؤخّراً في دبي "موسوعة السرد العربي" للأكاديمي العراقي، عبد الله إبراهيم، في تسعة مجلّدات في 4000 صفحة.

تدرس الموسوعة ظاهرة السرد في الأدب العربي منذ العصر الجاهلي إلى وقتنا الحالي، عبر تحليل الظواهر السردية الكبرى، وتقديم الأنواع السردية الأساسية؛ كالمقامات والحكايات الخرافية والسير الشعبية وأدب الرحلة والرواية الحديثة، حيث خُصّصت أربعة أجزاء للسرد القديم، وأربعة أخرى للحديث، وجزء للفهارس.

تضمّن العمل توثيقاً لتاريخ نشأة كل نوع من الأنواع السردية في الآداب العربية، بالاعتماد على أكثر من ألف مصدر ومرجع، معظمها نصوص أدبية طويلة جرى تحليلها بتوسّع، ومن بينها: "سيرة الأميرة ذات الهمة"، و"سيرة عنترة بن شداد"، و"سيرة سيف بن ذي يزن"، و"السيرة الهلالية"، فضلاً عن أكثر من 500 رواية صدرت منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى الآن.

تُمثّل الموسوعة الصادرة عن مؤسّسة "قنديل للنشر والطباعة والتوزيع" خلاصة عمل طويل في مجال السرديات، وخُصّصت بأجمعها لدراسة الظاهرة السردية باعتبارها ظاهرة ثقافية، وليست ظاهرة أدبية فقط، ظاهرة قامت بتمثيل الخيال العربي منذ العصر الجاهلي إلى اليوم.

يتتبّع المؤلّف الظاهرة التي يرى أنها قامت بتمثيل المخيال العربي في إنتاج صورة خاصة للذات وإنتاج صور الآخرين، وذلك من بداياتها منذ 1500 عاماً وصولاً إلى اليوم، محاولاً إعادة النظر في التفسير الشائع الذي يقول إن الظاهرة الروائية العربية استُعيرت من الغرب، أو طُوّرت عن المرويات السردية العربية.

ما من شكّ في أهمية الجهد الذي قام به إبراهيم، طيلة سنوات. لكنه، من جهة أخرى، يطرح تساؤلاتٍ حول نتيجة العمل، خصوصاً أن بحثاً موسوعياً كهذا يتطلّب جهداً مؤسّسياً وتعدّداً في زوايا النظر إلى موضوع يحتاج إلى تخصّصات مختلفة واطّلاع كافٍ على المدوّنات السردية باختلاف أشكالها وحقبها وأمكنتها، سواءً في السرد القديم أو الرواية الحديثة، فهل يستطيع شخص واحد تغطية كل هذا التاريخ؟

من نفس القسم الثقافي