الثقافي

يوسف بعلوج ينصع المثقفين بالتخلص من "الأنا" لصالح الثقافة

أكد أن المشهد الثقافي في الجزائر تشهد تحسنا من سنة لأخرى

"كليك سينما" مشروع للترويج لصناع السينما عبر "السوشيال ميديا" في 2019

 

يعتبر يوسف بعلوج، أن نقص الموارد المالية بسبب الظروف الصعبة الذي تمر به بلادنا أثر بشكل واضح على إعطاء دفع جديد للحراك الثقافي في بلادنا، رغم تأكيده في دردشة جمعته بـ"الرائد"، على أن القطاع يعرف بالفعل تحسنا سنة بعد أخرى، وتمنى بعلوج الكاتب والسيناريست المشرف على عدد من المشاريع الثقافية الواعدة في وطنيا وعربيا أيضا، والمحتفى به أكثر من مرة على منصات التتويج داخل الوطن وخارجه أن يتجه المثقفون نحو أفق أوسع يتخلصون فيه من الأنا التي أثرت على المشهد الوطني كثيرا سابقا، وذلك خدمة للمشهد الثقافي وجمهوره خاصة ونحن نستقبل سنة جديدة تكثر فيها التطلعات والآفاق..

 

باعتبارك فاعل في المشهد الثقافي في الجزائر، أين تضع اهتمام الحكومة بالقطاع الثقافي في 2018؟

 

هذا سؤال تصعب الإجابة عنه بالنسبة لي، فعلاقة الصداقة التي تجمعني بوزير الثقافة عز الدين ميهوبي تجعل شهادتي مجروحة. 

ما يمكنني قوله قاله الوزير نفسه في أكثر من مناسبة، وهو متعلق بنقص الموارد المالية حاليا نظرا للظروف التي تمر بها البلاد.

أمر استوجب سياسة جديدة يتحفظ عليها جزء من الفاعلين في القطاع الثقافي، وهذا أمر متوقع خاصة بعد سنوات من الاتكالية على الخزينة العمومية، وغياب رغبة لدى هؤلاء في تحرير السوق والاعتماد على مبدأ العرض والطلب.

في كل الأحوال كفاعل في المشهد الثقافي أرى دوما أن هناك مجالا لتحسين الأوضاع، وهو طموح مشروع للجميع، لكن ما أتمناه أن يسعى المثقفون أنفسهم إلى التخلص من الأنانيات الضيقة والعمل لمصلحة الجمهور الثقافي.

 

الاهتمام بالكتاب الشباب يبقى محصورا على فئات قليلة جدا في الجزائر، أنت كمبدع شاب كيف تتعامل مع هذا الأمر؟

 

أنا لم أنتظر يوما اعترافا أو تزكية أو دعما من أحد. منذ البداية كنت أخذ التغييب كشحنة إضافية للعمل بجهد أكبر. 

بعد نيلي لجوائز أدبية عربية نلت ما أستحق من الانتشار والاحترام في الأوساط الأدبية، في انتظار أن يفرض هذا النجاح بعض الاحترام لدى القائمين على الفعاليات الثقافية وينتبهوا إلى ضرورة إشراك أمثالي في الحدث الثقافي.

 

الكتابة للطفل مسألة خاصة جدا للكثير من المبدعين، أنت كيف تغامر في كل مرة بنص لهؤلاء في القصة، المسرح؟

 

هي مغامرة كما تفضلت، لكنها مدروسة جدا بالنسبة لي. أنا دقيق جدا في عملي عموما. أهتم بالتفاصيل، وأعرف أن كل مهارة تتطور بالاجتهاد والحرص على التعلم. 

مشكلة الكثير من المبدعين في الجزائر أنهم يتكلون على الموهبة فقط، وهي ليست كافية لبناء مشروع كتابة حقيقي.

 

توجت مؤخرا بجائزة مهمة على المستوى العربي في فن المسرح، كيف كانت التجربة، وماذا تتوقع أن تضيف لك جائزة كهذه؟

 

التتويج بجائزة الهيئة العربية للمسرح هو محطة جديدة وهامة في مساري. يأتي هذا التتويج بعد 3 سنوات من الغياب النسبي عن المشاركة في مسابقات أدبية أو إصدار عناوين جديدة.

تركيزي على مشروعي بودكاست آرابيا وأدبرايز قللا من وقت الكتابة لدي، لهذا كان أول رهان بالنسبة لي بعد وضعهما على الخارطة، هو العودة إلى الأساس والتركيز على المشاريع الإبداعية.

تفاءلت بعد إعلان القائمة الطويلة، وأسعدني قطعا خبر الفوز وما تبعه من احتفاء على المستوى الإعلامي والشعبي، وأيضا التحاق السلطات ولأول مرة بقاطرة المحتفلين بنجاحي.

الوزير ميهوبي معروف أنه لا يتأخر في مواقف كهذه، أما والي عين الدفلى ومدير الثقافة فتواصلا معي واستقبلاني قبل التكريم، وأيضا بلدية خميس مليانة حاولت تدارك تأخرها ووعدني القائمون عليها بتجاوز التقصير.

بالنسبة لي ليست لدي توقعات أكثر بخصوص ما ستضيفه الجائزة لي، ننتظر ونرى.

 

كيف احتفى بك الوسط الثقافي في الجزائر؟

 

تلقيت عشرات التهاني من أصدقاء وزملاء كتاب ومسرحيين وفنانين. منذ البداية اعتبرت هذا التتويج إنجازا للجزائر، وكذا اعتبره كثير من المتابعين وهذا ما زاد غبطتي.

 في الحقيقة شعرت هذه المرة على عكس مرات سابقة بالكثير من الدعم والفرح بعد إعلان الفوز. 

المثير للاهتمام، أن الشلة التي تقدم نفسها على أساس أنها مناضلة غيورة على حال الثقافة في الجزائر، لم تشر إلى تتويجي لا من قريب ولا من بعيد ولم تحتف به حتى بمنشور على شبكات التواصل.

 

أعلنت عن تحويل نص العمل للركح، ألا تتخوف من هذه التجربة؟

 

لو كنا في الوضع الطبيعي لبدا هذا السؤال غير ضروري. أنا أعرف المغزى من طرحك لهذا السؤال، لأنك على إطلاع على تجربتي غير الموفقة مع مسرح سكيكدة وما تبعها من موقف صارم اتخذته بخصوص نصوصي المسرحية.

كنت قررت ألا أوافق بسهولة مستقبلا على العمل مع المسارح في الجزائر، لكن اتصال مسرح وهران كان مغايرا. 

كان فيه الكثير من الاحتفاء والكثير من الرغبة من طرف مديره المبدع مراد سنوسي، الذي أبدى استعداده التام للتجاوب مع اشتراطاتي، وقدم كل الضمانات من أجل أن ينتج العمل في أحسن صورة. 

لم يكن هناك أي صديق سمع بعرض وهران ولم يكلمني طالبا مني أن أوافق دون تردد.

يوم توقيع العقد بوهران، قوبلت بترحاب كبير من العاملين هناك، وعلى رأسهم الأستاذ صافي معطي والفنان عبد القادر بلكروي. 

وحتى من الشارع الوهراني كانت تصلني رسائل ترحاب مميزة. بعد كل هذا لم أتردد وشعرت أني في المكان الصحيح.

 

هل لك أن تخبرنا عن المشاريع التي تعمل عليها في 2019؟

 

بخلاف الاستمرار في الكتابة والإشراف على مشروع بودكاست آرابيا، هناك أربعة مشاريع كبرى أتمنى أن أتمكن من تحقيقها.

أولا مشروع الفيلم السينمائي الذي نتوقع أن تنطلق مرحلة ما قبل الإنتاج خلال الثلث الأول من العام.

 ثانيا الأيام الدولية للمونودراما بولاية عين الدفلى، والتي وعد الوالي عزيز بن يوسف مشكورا بتقديم كل الإمكانات اللازمة لتنظيمها بشكل ناجح. 

ثالثا: مبادرة كليك سينما، وهي مبادرة سينمائية مستقلة تهدف إلى الترويج لصناع السينما في أوساط جمهور شبكات التواصل، وتقريب هذا الجمهور من الفن السينمائي، وأخيرا إطلاق المنصة الإلكترونية الخاصة بخدمة أدبرايز الجوائز الأدبية.

إن نجحت في هذه المشاريع ستكون سنة مثمرة جدا بالنسبة لي. 

أنا أشتغل الآن في وزارة الثقافة والرياضة في قطر، وهي وزارة حيوية وفيها الكثير من المشاريع التي تتطلب انتباها وتركيزا ووقتا، أتمنى أن أستطيع التوفيق بين مسؤولياتي المهنية هنا، ورغبتي في تجسيد هذه المشاريع على أرض الواقع.

حاورته: مريم. ع

 

 

من نفس القسم الثقافي