رياضة

الخضر للتتويج بالكان، الفاف تراهن على التكوين والقضاء على ظاهرة العنف في الملاعب

تحديات كثيرة تنتظر الرياضة الجزائرية سنة 2019

تودع الرياضة الجزائرية سنة 2018 التي أجمع الكثيرون على أنها سنة سوداء على الرياضة بشكل عام رغم الاستثناء التي صنعته رياضة كرة القدم التي كانت بامتياز فاشلة بكل المقاييس رغم تأهل الخضر الى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019، لكنهم في المقابل ودعوا أيضا حلم التواجد في كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، وما شكل ذلك من صداع للشارع الرياضي الجزائري، ولم تتوقف السلبيات عند الأمور الفنية فقط بل امتدت حتى إلى الجوانب التنظيمية.

 

الخضر أمام تحد التتويج باللقب القاري الثاني بعد 29 سنة من الانتظار

 

ولعل أكبر التحديات التي تواجه كرة القدم الجزائرية بشكل عام والمنتخب الوطني الجزائري بشكل خاص هو التتويج بكأس امم افريقيا للمرة الثانية في تاريخ الكرة الجزائرية ,كيف لا وهي التي لا تزال تنتظر النجمة الثانية لترصع قميص المنتخب الوطني,بعدما كان هذا الأخير ترصعه نجمة يتيمة منذ الكان الذي احتضنه الجزائر وتوجت به سنة 1990 بهدف شريسف وجاني في مرمى المنتخب النيجيري أنداك.أشبال المدرب الوطني ,جمال بلماضي تنتظرهم مهمة صعبة للغاية أمام عمالقة القارة الافريقية ,خاصة أن التشكيلة الوطنية فشلت في العشرية الأخيرة في فرض منطقها على كرة القدم الافريقية على الرغم من الجيل الذهبي الذي تمتله الجزائر و الذي وصفه المختصون بالأحسن بالنسبة للكرة الجزائرية منذ جيل الثمانينات.لكن التصريحات التي ادلى بها الناخب الوطني مؤخرا والتي رفع من خلالها التحدي ,حيث قال ان الوقت قد حان من أجل اللعب على التتويج باللقب القاري وإسعاد الشعب الجزائري.

 

التكوين على رأس مشاريع الفاف لسنة 2019

 

ولعل الشعار الأبرز الذي رفعته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خلال السنة الحالية 2019 ,هو الاعتماد على تكوين مواهب شابة تكون بمثابة خزان للمنتخبات الوطنية ,وذلك من خلال اعتماد العديد من المشاريع لبناء مراكز تكوين بمواصفات عالمية في مختلف أنحاء الوطن.وطغى ملف التكوين في المدة الأخيرة على الساحة الكروية الجزائرية من خلال اعتماد الاتحادية الجزائرية مشروع انجاز 4 مراكز للتكوين، بمصادقة الجمعية العامة على هذا المخطط المستقبلي،  وكذا تركيز بعض الأندية على انشاء مراكز لتدعيم التكوين على مستواها.إنها خطوات ملموسة و مشجعة لإرساء قاعدة صلبة لكرة القدم الجزائرية، بعد الفراغ الكبير الذي عرفته لسنوات طويلة من هذا الجانب و الذي أثّر بشكل كبير على مستوى أداء اللاعبين و الفرق على حد سواء . فقد تراجع عمل الأندية بشكل معتبر منذ سنوات طويلة من هذا الجانب المهم و ظهر جليا من خلال تقلص عدد اللاعبين الذين بإمكانهم الفوز بمكان في المنتخب الوطني الأول، بالإضافة إلى الصعوبة الكبيرة التي تجدها فرقنا الوطنية للفئات الصغرى في التأهل الى الدورات النهائية للمنافسات القارية.وأمام هذه الوضعية، فإن المشاريع التي سترى النور في المستقبل القريب و الخاصة بمراكز التكوين ستكون الحل الأمثل لإعادة الكرة الجزائرية الى الواجهة ، لأن الموهبة موجودة لدى شبابنا الذين ينتظرون كيفية صقلها من طرف الاختصاصيين الذين بإمكانهم تطوير قدرات اللاعبين ضمن مخطط مدروس .ولعل تجربة أكاديمية بارادو التي تموّن معظم أندية النخبة بلاعبين لهم مستوى كبيرا و منهم كذلك من تحوّل الى الأندية الأوروبية و فرض نفسه . مما يعني أن الشرط الأساسي للنجاح في كرة القدم هو التكوين بالدرجة الأولى ,حيث اذا أصبحت هذه المراكز بعدد كبير من خلال توفر مراكز تكوين للأندية على غرار اتحاد العاصمة، شبيبة القبائل، وفاق سطيف ، مولودية الجزائر ، فإن ذلك سيعطيها الفرصة للاعتماد على لاعبين مميّزين ,خاصة بالنسبة للفرق التي تجعل وصول نسبة كبيرة من هؤلاء اللاعبين الى الفريق الأول دون اللجوء في كل مرة الى الانتدابات بشكل مكثف و بالتالي توفير الأموال و تخصيصها لتسيير الفريق بشكل أفضل و التكوين بالدرجة الأولى.

 

مشاريع رياضية عملاقة ينتظر أن ترى النور

 

ولعل أبرز ما ينتظره الجزائريون عامة والرياضيون بصفقة خاصة هي المشاريع العملاقة التي شرع في انجازها منذ سنوات ,لكنها لم ترى النور لحد الساعة ,,حيث كان من المنتظر أن يتم استلام ملعبي براقي والدويرة بسعة 40 ألف متفرج لكل واحد منهما في ديسمبر 2018 وديسمبر 2019 على التوالي, حسب ما أكده  وزير الشباب والرياضة محمد حطاب في وقت سابق مؤكدا أن آجال  التسليم لن تقبل أي تأخير.لكن الأشغال تأخرت بصفة كبيرة بملعب براقي الذي كان من المنتظر أن يتم تسليمه شهر ديسمبر 2018 بينما لم تتجاوز نسبة تقدم الأشغال بملعب الدويرة 50 بالمائة ,حيث لن يتم استلامه قبل نهاية 2019.وبدأت أشغال إنجاز ملعبي براقي والدويرة سنة 2004 ,حيث كان من المفترض استلامهما خلال فترة لن تتجاوز 36 شهرا ,لكن عدة عراقيل تقنية وإدارية ومالية  طرأت على المشروعين اللذين شهدا تأخرا تجاوز 14 سنة. ومن بين تلك العراقيل انخفاض قيمة الدينار مما أدى إلى إعادة تقييم المشروعين سنتي 2004 و 2009 إلى  جانب منع استيراد بعض مواد البناء من الخارج تطبيقا للإجراءات الأخيرة.لكن وزير حطاب طمأن في أخر خرجة ميدانية تفقد فيها هذين المشروعين بأن كل "المشاكل سيتم تجاوزها لإنهاء الأشغال ربما مع نهاية سنة 2019.

 

تظاهرات كبيرة تنتظر الرياضيين الجزائريين 

 

تنتظر الرياضة الجزائرية الكثير من المواعيد الكبرى على غرار أولمبياد طوكيو 2020، دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران صيف العام 2021، فضلا عن الكثير من التظاهرات الرياضية والبطولات القارية والعالمية في مختلف الرياضات خاصة كرة القدم التي تعد واجهة الرياضة الجزائرية وقاطرتها، وكذا بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين مطلع العام الحالي، ولن يكون الوضع الحالي الذي تعيشه المنظومة الرياضية سوى مرادفا للإخفاق المبكر لأن التحضير للمواعيد الرياضية الكبرى وسط أزمات وصراعات لن يحقق الأهداف والطموحات التي ينادي بها المسؤولون في كل مرة. ويعد تدخل السلطات العليا أمرا حتميا قصد احتواء الأزمات الطاحنة الدائرة رحاها بين مختلف الفاعلين في الأسرة الرياضية، وإنقاذ مستقبل الرياضيين والشباب الذين تعد الرياضة متنفّسهم الوحيد.

 

القضاء على ظاهرة العنف في الملاعب تتطلب عقوبات ردعية

 

أصبح الشغب قاعدة في الملاعب الجزائرية.. فقد توسعت دائرة العنف في ملاعب كرة القدم على وجه الخصوص التي يفترض أنها تحمل شعارات المنافسة الشريفة والروح الرياضية والسلوك الحضاري؟.. وما حدث في ملعب 20 أوت بالبرج ليس وليد الساعة بل أن ظاهرة العنف في الملاعب الرياضية الوطنية قد اجتاحت العديد من الولايات وخلفت مآسي وحوادث مؤلمة لا تمت للرياضة ولقيمها بصلة، وكانت إدارة مولودية الجزائر قد نددت بالجحيم الذي عاشه لاعبو وأنصار الفريق في البرج، الذين تعرضوا لاعتداءات خطيرة من طرف أنصار أهلي البرج بعد أن انتهت المباراة بفوز العميد بهدف دون رد في لقاء الجولة الـ11 من الرابطة المحترفة الأولى، حيث عرفت نهاية المباراة أعمال شغب كبيرة جدا وقيام أنصار الأهلي بالاعتداء على لاعبي المولودية وأنصارهم، ما تسبب في سقوط العديد من الجرحى، أخطرهم كان ما تعرض له المدافع حشود الذي أصيب بجروح على مستوى البطن واليد نتيجة ضربه بأداة حادة. 

وذكرت الاعتداءات الخطيرة التي تعرض لها لاعبو المولودية في البرج المتابعين، بالأحداث الخطيرة والاعتداءات بالسلاح الأبيض الذي تعرض لها لاعب شباب بلوزداد فيصل باجي في بجاية سنة 2000 ولاعب اتحاد العاصمة عبد القادر لعيفاوي في سعيدة في 2012، وجعل الرعب الذي عاشه زملاء حشود في البرج يذرفون الدموع في غرف حفظ الملابس بعد أن تحكمت قوات الأمن في الوضع بعد ذلك.

هذه الظاهرة التي تخطت حدود الملاعب في الكثير من الأحيان سيكون القضاء عليها من أهم التحديات التي تنتظر كل الفاعلين في الساحة الرياضية الجزائرية خلال السنة المقبلة ولأن القضاء عليها أو التقليل منها على الأقل سيعود بالفائدة على كرة القدم الجزائرية حتما.ولم يبقى أمام القائمين على تسيير شؤون الكرة الجزائرية، بعد فشل إجراءات الحملات التحسيسية وانتهاء صلاحية لجان الأنصار، وعدم إحراج الجنس اللطيف للمشجعين وتحوّل عقوبة "الويكلو" إلى وسيلة لـقتل الكرة أكثر من إنعاشها، سوى تبني الخيار الوحيد والاعتراف باعتماد الإجراءات الردعية والغرامات المالية والمنع من عودة المشاغبين إلى الملاعب، مثلما هو حاصل في كل بطولات العالم التي نبذت العنف وحاربته دون خوف من ردة فعل الشارع.

أنيس. ل
 

من نفس القسم رياضة