محلي

متحف المجاهد بدشرة أولاد موسى شاهد أبدي ومنارة ضد النسيان

يذكر الأجيال القادمة بأن مفجري ثورة نوفمبر 1954 مروا منه

يعد متحف المجاهد بدشرة أولاد موسى، الواقعة أسفل جبل ايشمول أو المدينة كما تعرف لدى سكان الجهة بباتنة بالنسبة لعديد المجاهدين، منارة ضد النسيان وشاهد أبدي، يذكر الأجيال القادمة بأن مفجري ثورة نوفمبر 1954 مروا منه.

المتحف قيمة تاريخية ومعنوية كبيرة، وتمثل الروح النابضة لكل منطقة آريس الكبرى التي كانت تمتد إلى غاية وادي عبدي وكذا منطقة الأوراس التي فجرت الثورة التحريرية.

ويستمد المكان قدسيته يضيف ذات المجاهد، بأعين دامعة، كونه شهد ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 بقيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد اجتماع توزيع السلاح على الأفواج الأولى التي انطلقت من دار بن شايبة تحت جنح الظلام لضرب أهداف عسكرية استعمارية إعلانا عن تفجير الثورة التحريرية.

وقال المجاهد عمار بن شايبة، المدعو علي وهو من الرعيل الأول ومن بين القلائل الذين لازالوا على قيد الحياة وحضروا ذلك اللقاء التاريخي "إن الدار وهي ملك لعائلتي تم اختيارها لموقعها الإستراتيجي، حيث تقع بمرتفع يطل على غابات آريس وعلى العديد من المسالك والطرقات المؤدية إلى مناطق عدة من الأوراس".

فموقع الدار بدشرة أولاد موسى، بين أريس وايشمول، يضيف ذات المجاهد، الذي نجا بأعجوبة من حادثة انفجار المذياع في الشهيد مصطفى بن بولعيد، يسمح لمن فيها بمراقبة كل التحركات التي تجري بالخارج، لذا ساهم بشكل كبير في الإبقاء على سرية اللقاء الذي أشرف عليه الشهيد مصطفى بن بولعيد، وكان آنذاك مرفوقا ببشير شيهاني وعاجل عجول ومصطفى بوستة وعباس لغرور ومدور عزوي وبحضور حوالي 400 مجاهد.

 

رمز بعد 64 سنة من تفجير الثورة التحريرية

 

وبالرغم من الطريق الوعرة المؤدية إليه، لاسيما في فصل الشتاء، إلا أن المكان الذي يحتضن متحف دشرة أولاد موسى، تحول إلى رمز بعد الاستقلال، وما زال يحتفظ بهيبته إلى حد الآن بعد مرور 64 سنة من اندلاع الثورة التحريرية.

ويجد الكثير من الشباب، لاسيما الجامعيين متعة كبيرة في العودة إلى هذا المكان الذي يحفظ خصوصية كل حجر فيه، على حد تعبير الطالب في قسم التاريخ، منصف ربيعي، الذي التقت به وأج بمتحف دشرة أولاد موسى.

فمثل هذه المعالم التاريخية لاسيما تلك التي شهدت أحداثا مميزة كدشرة أولاد موسى بمتحفها المتميز، يضيف المتحدث تعد بمثابة "منارات مضيئة تهتدي بها الأجيال القادمة".

وقال منصف بصوت حالم: "اعتدت على هذا المكان الذي زرته في عديد المناسبات لكنني في كل مرة تطأ قدماي مدخل المتحف أتخيلني أتتبع خطى بن بولعيد ورفاقه وهم متوجهين إلى دار بن شايبة في تلك الليلة التي شهدت تفجير الثورة التحريرية وأحاول أن أعيش تلك اللحظات التي قرأت عنها في كتب التاريخ ربما لأستمد منها القوة".

و يشهد المكان حسب رئيس بلدية ايشمول المشرفة على تسيير المرفق، عبد القادر بوبيدي، على مدار السنة توافدا ملحوظا للباحثين وطلبة الجامعة وأيضا تلاميذ الأطوار التعليمية الثلاثة على شكل رحلات مدرسية إلى جانب أفواج من السياح الوطنيين والأجانب الذين يقصدون الجهة.

ويضم هذا المتحف الذي دشنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2003 جناح به معرض دائم للوثائق الخاصة بالثورة التحريرية وصور وألبسة لشهداء ومجاهدين ونماذج من الأسلحة التي استخدمها العدو آنذاك، منها خراطيش من عيارات مختلفة وقنابل يدوية إلى جانب جناح خاص بمساهمات المرأة في ثورة نوفمبر المجيدة، وخاصة "خنساوات" الأوراس والجزائر ومنهن علجية سلاوي من ايشمول وهي أم ل3 شهداء.

ويحتل متحف دشرة أولاد موسى مساحة إجمالية ب 7415 مترا مربعا ويضم مكتبة تاريخية وجدارية ضخمة تحمل أسماء أكثر من 1000 شهيد من مناطق آريس وايشمول وتيغانيمين وفم الطوب، اضافة الى قاعة للمحاضرات تتسع ل 200 شخص.

ويضم المتحف المزين بلوحة رخامية تحمل أسماء القادة الستة الذين حضروا لقاء دشرة أولاد موسى يتقدمهم الشهيد مصطفى بن بولعيد، دار بن شايبة التي تم فيها توزيع الأسلحة على الأفواج الأولى التي فجرت الثورة التحريرية ليلة الفاتح من نوفمبر 1954حيث تأخذ هذه الدار التي تتكون من حوالي 20 غرفة و3 أفنية جزءا هاما من المتحف حيث من المنتظر الشروع في ترميمها "عما قريب" بمبادرة من ولاية باتنة نظرا لقدم بناياتها.

فالمكان حسب المجاهد محمد بيوش الذي كان ضمن الفوج الذي نفذ الهجوم على الثكنة العسكرية بقلب مدينة باتنة منتصف ليلة الفاتح من نوفمبر1954 "جدير بأن يلقى كل العناية ويحفظ للأجيال القادمة لمكانته التاريخية ليس بالنسبة لمنطقة الأوراس فحسب بل لكل الجزائر فهو ذاكرة الثورة التحريرية ومنه انطلقت أولى أفواج المجاهدين من أجل تحرير الجزائر".

القسم المحلي

 

من نفس القسم محلي