الثقافي

تراث العازفين القدامى

"الموسيقى الأندلسية والعتيقة":

على خشبة مسرح "أوبرا بوعلام بسايح" في الجزائر العاصمة، تتواصل حتى الخامس والعشرين من الشهر الحالي فعاليات "المهرجان الدولي لـ الموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة" في دورته الثالثة عشرة، والتي تتضمّن حفلات موسيقية وندوات وورش عمل مختلفة.

يُشارك في التظاهرة، التي تُقام تحت شعار "العيش معاً بسلام"، موسيقيون وعازفون وفرق مختلفة من 13 بلداً؛ من بينها: السنغال والمجر والسويد وإسبانيا وتركيا ولبنان وتونس ومصر وإيران والأرجنتين والمغرب وأفغانستان.

ضمن العروض، قدمت الفرقة الإيرانية "طرب إيران" حفلاً حيث عزف مؤسّسها حسن طبر، الحاصل على دكتوراه في الموسيقى من "جامعة السوربون" في باريس، بمرافقة المغنّية سارة حميدي، وعلى الكمنجة يعزف صابر هيماتي، وعلى العود آرمان سيغارشي، وعلى الدف والزرب (نوع من الطبول التقليدية الإيرانية)، يعزف إرشاد طهراني.

تأسّست الفرقة عام 2009، وتجمع موسيقيين يعيشون بين إيران وفرنسا، وتقدّم الموسيقى الكلاسيكية الإيرانية التي يُطلَق عليها موسيقى "الرديف"، وهي تعادل في مكانتها وأسلوبها ومواضيعها موسيقى "القوالي" الباكستانية والهندية.

تُعتبر "الرديف" جوهر الثقافة الموسيقية الفارسية، وتُنظم ألحانها على أكثر من 250 وحدة لحنية تُدعى كل واحدة منها "غوش"، وتتجلّى جمالياتها من خلال الارتجال، حيث يقضي الموسيقيّون سنوات في تعلُّم كيفية إتقان مجموعة من الأدوات الموسيقية لأدائهم وتركيباتهم، ثم كيفية الارتجال بناءً عليها.

أمّا المشاركة الجزائرية في المهرجان، فتتمثّل في أمسيات للفنّانَين حمدي بنّاني، ومطرب الحوزي حميدو الذي افتتح التظاهرة، إضافة إلى "موح الصغير"، كما تحضر الفرق الموسيقية "الغرناطية" من القليعة، و"نسيم الأندلس" من وهران، والفرقة النسائية "اللمّة البشارية".

من إسبانيا، تشارك فرقة "زرياب كالو" التي يقودها الموسيقي سهيل سرغيني؛ حيث تقدّم مزيجاً من الألحان الأندلسية المنتشرة في إسبانيا، وتؤدي المقطوعات الغنائية والموسيقية المطبوعة بمختلف الألحان الغجرية الإسبانية والشرقية، وتمزج التراث الأندلسي القديم والموسيقى الشرقية القديمة والموسيقى الإسبانية كالفلامنكو والكوبلا.

ومن تركيا، تُشارك المطربة غولاي هاجر توروك مع "فرقة هازان"، ومن البرتغال فرقة "تابولاتورا"، ومن الأرجنتين "أماندو روسينو"، ومن تونس مطربة الغناء الأندلسي شهرزاد هلال. أمّا حفل الختام فسيكون مع فرقة "تخت التراث" من مصر، وفرقة نوري كوفي من الجزائر.

يتضمّن المهرجان، أيضاً، محاضرات يلقيها الموسيقي الليبي حسن لعريبي، والسوري نبيل قسيسي، إلى جانب ورشة تدريب على وصلات موسيقية تقليدية تعود للعصور الوسطى باستخدام آلات موسيقية عريقة.

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي