الثقافي

ماثيو هارت: قصة المعدن الأكثر إغراءً

لم يكتف هارت بالاطلاع على المصادر والدراسات السابقة، بل سافر إلى أشهر المدن المسيطرة على سوق الذهب

في أعقاب الأزمة المالية في 2008، ارتفع سعر الذهب بشكل كبير في ثلاث سنوات أكثر من الضعف، ووصل إلى 1900 دولار للأونصة بعد أن كان 800 دولار. قاد هذا الارتفاع الهائل طفرة غير مسبوقة في تعدين الذهب واستكشافه، أكبر بكثير من ذروة الذهب في القرن التاسع عشر.

في كتابه "الذهب: التنافس على أكثر المعادن إغراءً"، يأخذ المؤلف، ماثيو هارت، القارئ في رحلة يحكي فيها قصة الذهب، وقد صدر العمل بالعربية حديثاً عن سلسلة "عالم المعرفة"، بترجمة أنجزها محمد مجد الدين باكير.لإنجاز كتابه، لم يكتف هارت بالاطلاع على المصادر والدراسات السابقة، بل سافر إلى أشهر المدن المسيطرة على سوق الذهب، فزار منجم الذهب في الصين، الذي يُعتبر من أكبر مناجم العالم.

انتقل هارت أيضاً إلى البورصة شبه السرية للذهب في لندن، وقابل أكبر تاجر ذهب في جنيف، ليلقى الضوء على قادة سوق الذهب اليوم، والطفرة التي يعرفها حالياً وآفاق هذا السوق المستقبلية.

يعود الكاتب أيضاً إلى تاريخ الذهب، إلى أقدم الحضارات، عندما كان الذهب رمزاً للقوة المقدسة والملكية، ثم يتتبّع تطوّره، من خلال الفتوحات والحروب والجرائم والاستعمار والفوضى الدولية، وأسواق المضاربة عليه.

ينتهي الكتاب بالوقوف عند قصة التدفقات الضخمة للذهب في أعقاب الأزمة المالية والخبراء المتوقع ريادتهم في هذا السوق في العالم مستقبلاً وتداعيات كل ذلك على الاقتصاد العالمي.

ينفرد الكتاب ليس فقط بالمعلومات المتوافرة فيه، بل بأسلوب الكتابة الممتع الذي يميل إلى التحقيق الصحافي الجذاب، إذ أن الكاتب عمل صحافياً قبل أن يصدر عدة كتب، من بينها عمل مشابه لكتاب "الذهب" ولكنه تناول فيه "الألماس"، وكان الكتاب يظهر في سلسلة في مجلة غراناتا.الصحافي، المقيم في نيويورك، عمل في مجلات متخصصة في الاقتصاد والجغرافيا والأسواق المالية، إلى جانب عمله بمحطات تلفزيونية من بينها "ناشونال جيوغرافيك".

 

من نفس القسم الثقافي