الثقافي

الجزائر حاضرة في "ملتقى الممارسات الأرشيفية البديلة" في بيروت

يتناول الملتقى ظهور مبادرات أرشيفية عربية مستقلة في السنوات الأخيرة

حتى يومنا هذا تتأثر الأسس المنهجية الأرشيفية بـ التاريخ الكولونيالي، حيث يرضخ أرشيف الكثير من الشعوب والبلدان لنظام بطريركي تقريباً، يعيش فيه الأرشيف في ظل الدول الاستعمارية السابقة أو لدى الدول المهيمنة أو بتدخل منها أو إشراف عليها مثل تلك العلاقة التي تربط أرشيف الجزائر بفرنسا.

من ذلك أيضاً أرشيف سكان أميركا الأصليين، رغم أن بعض الخطوات الإيجابية اتخذت في هذا السياق، من سنِ بروتوكلات تحمي المواد الأصلية المكتوبة والمنقولة بل وقبور الأميركيين الأصليين، لكنها بروتوكلات سنّت حديثاً، حيث كان آخرها عام 2006.

وربما تكون القضية الأقرب إلينا هي الأرشيف الفلسطيني، الذي ما زال يواجه الاحتلال بوصفه جزءاً من التاريخ الذي يتمنى الإسرائيليون اجتثاثه من جذوره. وقد تدمر الأرشيفات بيد أصحابها نتيجة للحروب الأهلية، أو تضع اليد عليها بلدان بحجّة حمايتها.

جزء كبير من أرشيف لبنان موجود في الجامعة الأميركية وإن احتاج الباحث وثيقة من أي نوع فقلّما تجد مكتبة وطنية في بيروت تلجأ إليها، فلبنان يعتمد تقريباً في أرشيفه على المؤسسات البديلة، تلك التي تهتم بالصورة وبتاريخ الحرب، وعلى مبادرات يقوم بها متحفيون ناشطون، ويمكن اعتبار جزء من أعمال الفن المعاصر اللبناني اليوم نوعاً من ابتكار أرشيف بديل لسنوات الحرب والهجرة التي عاشها الناس فيه.

أما بالنسبة إلى العراق وسورية، فلا توجد حتى اليوم دراسات واضحة تقدر حجم الخسائر في هذا الأرشيف، كما لم تطرح خطط بديلة أو مبادرات مستقلة في هذا المجال، نعرف عنها ويظهر جهدها بوضوح إلى الآن.

في هذا السياق، تنطلق أعمال "ملتقى الممارسات الأرشيفية البديلة"، الذي ينطلق في "مساحة أنتوورك" في بيروت يومي 14 و15 من الشهر الجاري، بتنظيم من "المجلس العربي للعلوم الاجتماعية". يتناول الملتقى ظهور مبادرات أرشيفية عربية مستقلة في السنوات الأخيرة، تثير، وفقاً لبيان الملتقى، أسئلة حاسمة تربط بين القضايا السياسيّة والأخلاقية والمعرفيّة والتقنيّة، وتستدعي إعادة النظر في العلاقات بين إنتاج المعرفة والسلطة.

يشارك في الجلسات مؤسسات ومبادرات أرشيفية من المنطقة العربية لمحاولة تفكير جماعي نقدي في قضايا تتعلّق بأهداف المشاريع الأرشيفية، والاعتبارات والمخاوف السياسية والأخلاقية والقانونية للأرشفة، ومنهجيات الأرشفة والتبعات المعرفية، والبنى التحتية للأرشيف، وغيرها من المواضيع.

جلسات اليوم الأول تنطلق عند العاشرة صباحاً وتتضمن أوراقاً بحثية ومداخلات، حول "منهجيّات الأرشفة البديلة"، و"أرشفة المواد الغائبة والمفقودة"، و"من جمع المواد إلى أرشفتها" ويختتم اليوم بطاولة مستديرة حول "الأخلاقيات والقرارات الخاصّة بالنشر والترخيص".

أما جلسات اليوم الثاني فتبدأ بطاولة مستديرة حول "المنصات والبنية التحتية للأرشيف"، يليها ندوات حول "أرشفة الفقدان والغياب"، و"استخدامات الأرشيف"، وينتهي اليوم بطاولة مستديرة حول "الأرشيف ومسائل السلطة".

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي