الثقافي
المؤرخ ثليجي يدعو إلى ضرورة التوثيق العلمي لمجزرة "عام الخلية"
المستعمر استعمل الكلوروفورم السام
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 ديسمبر 2018
دعا أستاذ التاريخ بجامعة عمار ثليجي بالأغواط كعبوش بومدين السلطات العمومية والمؤرخين إلى توثيق جرائم فرنسا الاستعمارية المتعلقة باستخدامها للكلوروفورم السام في مجزرة عام الخلية بالأغواط في الـ 4 ديسمبر من عام 1852 توثيقا علميا.
قال كعبوش لدى استضافته في برنامج "هنا الثقافية" للإذاعة الثقافية، إن الكلورفورم مادة كيميائية سامة تصبح قاتلة حينما يتم إستخدامها بنسب مركزة، وهو ما اقترفه الاحتلال الفرنسي في مجزرة عام الخلية، مناشدا الجهات المعنية للقيام بأبحاث علمية تثبت استخدام هذه المواد الكيميائية في الإبادة الجماعية من خلال الترخيص باستخراج رفات الشهداء.
وأشار المحاضر إلى أن هذا التوثيق العلمي سيصبح مرجعا للدراسات الأكاديمية والتاريخية، وسيسجل كسابقة تاريخية لأول استعمال موثق للكلورفورم في المعارك العسكرية.
وأوضح ذات المتدخل أن الـ 4 ديسمبر من 1852 الذي يمثل تاريخ سقوط مدينة الأغواط على يد المستعمر الفرنسي بجيش قوامه 8 آلاف جندي، هو بمثابة عقاب للمدينة المقاومة ولنضال أبنائها المستميت الذي أظهر فيه بطولات وتضحيات جسام أسفرت عن سقوط حوالي 2800 شهيد وعشرات الجرحى، وهو ما يمثل ثلثي سكان المنطقة ككل.
وحسب الأستاذ المحاضر، فقد تعددت أشكال الإبادة في مجزرة عام الخلية، حيث استخدم المستعمر الفرنسي لأول مرة القصف الكيمياوي بغاز الكلوروفورم وأقدم على حرق 40 جثة للشهداء، ما دفع بالمؤرخين لإطلاق اسم أول هولوكوست فرنسي في العالم على هذه المجزرة، ناهيك عن تدمير المنازل والمساجد بالمدفعية ورمي أكثر من 250 جثة شهيد في الآبار.