الثقافي

عرض تجربة مسرح وهران الأخيرة على مدار أسبوع بالعاصمة

التنويع لإرضاء الجمهور

قدم مسرح وهران الجهوي ثمانية عروض متباينة في  الطرح والتوجه والرؤية خلال "ايام المسرح الجهوي لوهران" التي استضافها مسرح  البلدي للجزائر الوسطى على مدار أسبوع كامل، واقترح مسرح وهران العمل العالمي "بينوكيو" للروائي الايطالي كارلو كولودي من  خلال اقتباسه لمسرح الأطفال من قبل قادة بن شميسة، مفتتحا بها العروض حيث  حقّقت اهتماما وحظيت بجمهور من الأطفال والأولياء، كما قدم عرض مسرح العرائس  للأطفال "النحلة" من تأليف وإخراج لعبد الخالق هواري.

والتقى الجمهور بمسرحية "معروض للهوى" المستعادة من الريبرتوار القديم حيث  كتبها وأخرجها محمد بختي سنة 1994 وأعاد الاشتغال عليها في عرض جديد، وتسعى  المسرحية للانتصار للمفاهيم الإنسانية من خلال صراع عبثي بين أفكار ومبادئ  سامية وحقائق ووقائع قاسية.

وفي محاولة لتسليط الضوء على الحياة اليومية ومتطلباتها القاسية في مواجهة  الحب عرضت مسرحية "الغلطة" للمخرج مولاي ملياني والتي مزجت الفكاهة بالعبث والحقيقة بالحلم لتقدم حكاية أستاذ وزوجته يصارعان من أجل حياة كريمة لا تخلو  من الحب.

وكان موندرام "الفحلة" لعز الدين عبار نموذجا آخر اقترحه مسرح وهران عن قسوة  الحياة من خلال الأرملة التي تقتفي اثر زوجها وتعمل بجد لتكفل حياة كريمة  لبناتها بينما تواجه نظرة المجتمع القاصرة وأذية الناس متسلحة بذاكرة زوجها.

ونزل أعضاء مسرحية "الحراز" للمخرجة ليلى توشي إلى الشارع ليقدموا عرضهم ضمن  ما يعرف ب"مسرح الشارع" في ساحة الأمير عبد القادر وساحة البريد المركزي  تباعا، أين وجدوا تفاعلا من الجمهور، كما تجاوب الجمهور خاصة من فئة الشباب  للعرض الكوريفرافي الموسوم ب"دادا" على ركح مسرح الجزائر الوسطى.

واختتمت العروض بمسرحية "البارتية" التي تنتمي للمسرح الإرتجالي وهو نوع  مسرحي يعتمد التمثيل بتلقائية حيث لا تتشابه العروض للمسرحية الواحدة ويبرز  الممثل بقوة أدائه وتجاوبه، وضمن تفسير خيارات المسرح الجهوي لوهران قدم اليوم الخميس مراد سنوسي مدير  المسرح بالمسرح البلدي الجهوي لوهران شرحا لسياسة عمل مؤسسته في واقع وصفه  ب"الصعب" مؤكدا أنه يؤمن ب"التنويع لإرضاء الجمهور" وأن "رسالة علولة غير  جامدة ولا تخضع لمنظور فردي بل تعددي".

وشرح سنوسي بإسهاب رؤيته لتنوع الجمهور، حيث قال أن هناك أكثر من جمهور  للمسرح" وأن فنون العرض كلها تخضع للأذواق، وأنه ليس من حق المسرح أن يستحوذ  على الأذواق أو يعتمد خطا غير الفن بحد ذاته"، وقال سنوسي بخصوص مسعاه إلى تنويع مصادر دخل مسرح وهران أنه لاقى الكثير من  النقد، خاصة عندما استضاف بعض السهرات الموسيقية، لكنه أكد أن تلك السهرات  "سمحت بإنتاج ستة أعمال في الموسم الماضي" وأنه عليه ان يعمل ويفكر لضمان  استمرار انتاج المسرح.

وفي السياق قال المتحدث أن "41 سهرة موسيقيا أنتجت 6 أعمال مسرحية" كما سمحت  لادارة مسرح وهران الجهوي أن  يستضيف 13 فرقة ويتكفل بها وبحقوقها. ونفى سنوسي وجود مشاكل نص في المسرح الجزائري بل وجود "مشكل نوعية" وهذا  برأيه "لا يتعلق بالمسرح وحده بل بكافة المجالات" منبها أن مسرحه "لا ينتج من  أجل الإنتاج بل ينتقي ويدرس ما يقدم".

وكشف مدير مسرح وهران أن استراتيجيته تعتمد رؤية مستقبلية من خلال "تجميع  وتقريب الموهوبين حول المسرح ليشكلوا رصيده القادم في التسيير والـاليف  والانتاج وكل ما يحيط بالعمل المسرحي"، ودعا المتحدث "إلى ضرورة إدخال المسرح إلى المنظومة التربوية وإشراك المجتمع  المدني" مشددا أن المسرح اليوم في أمس الحاجة إلى "الصرامة والجد في الحصول  على الامكانيات لأنها محدودة".

استضاف مسرح الجزائر الوسطى البلدي أيام المسرح الجهوي لوهران التي انطلقت  يوم السبت الماضي ويأتي هذا ضمن الحركية التي يسعى إليها المسرح العاصمي  لاستضافة التجارب المسرحية الجزائرية  تباعا.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي