الثقافي

"بيانو شرقي".. توقيع قصة الربع نغمة

تستعيد كاتبة القصص المصوّرة ورسامة الكاريكاتير اللبنانية زينة أبي راشد

في "بيانو شرقي"، تستعيد كاتبة القصص المصوّرة ورسامة الكاريكاتير اللبنانية زينة أبي راشد قصة أحد أجدادها لأمها، عازف البيانو عبد الله كمنجا، وتُوقّع كتابها الصادر مؤخراً عن دار "كامبوراكيس" Cambourakis الفرنسية في مكتبة "البرج" مساء الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل في بيروت.وإن كان فن الكاريكاتير ورسم القصص المصوّرة في الأساس قليل الحضور كإنتاج للثقافة العربية، فإن وجود نساء يشتغلن فيه هو أمر أكثر ندرة من حضوره أصلاً.

ورغم أن المخيلة العربية تستعين كثيراً بالتراث الغربي في هذا المجال، تحاول أبي راشد (1981) توثيق صلتها بالخطوط الشرقية. المفارقة هنا أنها لا تكتب بالعربية، ولم تُترجَم إليها، بل نُقلت كتبها عن الفرنسية إلى الإنجليزية والألمانية.

قصة الجد كمنجا (عبد الله شاهين عازف البيانو المعروف) تشبه كثيراً قصة حفيدته. فبينما يحاول إدخال الربع نغمة إلى البيانو الغربي ويمكّن الموسيقى الشرقية من آلة غربية، ذهبت هي لتستقر وتعمل في باريس، وتحاول من خلال الأدب والرسم أن تقارب بين حياتين وثقافتين.إضافة إلى استخدامها نوعاً صعباً من الفن والكتابة، تضيف أبي راشد على التحدي أن تستعمل حياتها كموضوعات للحكايات التي ترويها، فنجدها تكتب قصة فيديو "خروف" عن شعرها الأجعد، وكتاب "38 شارع يوسف سمعاني" وهو اسم الشارع الذي كانت تقطن فيه مع عائلتها وهي طفلة أثناء الحرب الأهلية، وتقيم معرضاً بعنوان "أتذكّر" عن بيروت والعائلة وحرب 2006.

إلى جانب حياتها، تعمل الصدفة أيضاً معها في طرْق مواضيع الكتابة. فبينما كانت تقلّب في أرشيف إحدى الجامعات الباريسية عن وثائقيات تخص الحرب الأهلية اللبنانية، عثرت الكاتبة على وثائقي تظهر فيه جدتها وهي تتحدّث عن الحرب في لقطة صغيرة وعابرة. إنّها الجدة التي تحاشت ذكر الحرب وتجاهلتها كأنّها لم تقع. هذه الحادثة أوحت لأبي راشد بكتابها "نموت، نرحل، نعود.. لعبة السنونو".

في كل كتبها، ترسم أبي راشد بالأبيض والأسود، وحين تتوقّف عند حادثة لا تتذكّر منها شيئاً تترك الصفحة بالأسود، وتكمل بعدها. تعتبر أن استعمال الأبيض والأسود هو أفضل طريقة لإبعاد العنف عن الرسم، تحييد وتبريد الأشياء، وتركها تصير وتكبر من دون تزويق وانفعال.

 

من نفس القسم الثقافي