الثقافي

10 أفلام قديمة عالقة في ذاكرة السينما العربية

نجحت في الانتشار عالميا والفوز بعدد من الجوائز العالمية

على الرغم من ظهور عدد من الأفلام العربية الجديدة ذات الطابع الهوليوودي والمحتوى الفني العالي الذي ينافس أفلام السينما العالمية المتقدمة ويفخر به عشاق الفن السابع العربي، إلا أنّ مكتبة السينما العربية لا تزال تزخر بعدد هائل من الأفلام العربية القديمة التي كتبت عناوينها بأسطر من ذهب في عالم السينما ونجحت حينها في إحداث تأثير مجتمعي في قضايا عدة.

وبرز من خلال هذه الأفلام، مخرجون عرب تألقوا على الصعيد العالمي واستطاعوا رسم هويّة ثقافية جديدة بفضل أفلامهم السينمائية، التي يعود بعضها إلى حقب زمنية متفاوتة بدءاً من خمسينيات القرن الماضي وصولا إلى بداية القرن الـ21.

ولتنشيط ذاكرة المتفرج العربي ومساعدته على التعرف إلى هذه الأعمال الفنية، نستحضر معاً قائمة بـ 10 أفلام عربية قديمة، برزت على الساحة الفنية العربية.

اعتُبر الفيلم المصري "المومياء"، الذي أُنتج في عام 1969، من الأفلام العربية القديمة التي تميزت في تاريخ السينما العربية ونالت استحسان الجمهور والنقاد على الصعيد الدولي، حيث تُوّج في عام 2013 بجائزة أفضل فيلم عربي خلال استفتاء قام به مهرجان دبي الدولي وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج وجائزة جورج سادول لعام 1970، إضافة إلى جوائز عالمية أخرى.ألّف فيلم المومياء وأخرجه، المخرج الكبير شادي عبد السلام، وشارك في التمثيل كل من نادية لطفي وأحمد مرعي وعبدالعظيم عبدالحق، حيث تناول العمل أحداثا حقيقية، جرت في أواخر القرن التاسع عشر، وتتمثل في سرقة الآثار الفرعونية وبيعها من قبل قبيلة مصرية. لكن مع موت شيخ القبيلة رفض أولاده مواصلة هذا العمل فيتم قتل أحد الأولاد في حين ينجح الثاني في الهرب وإبلاغ الشرطة وبعثة الآثار عن مكان المقبرة التي يتم التنقيب فيها.

يبقى الفيلم الجزائري "وقائع سنين الجمر" من الأفلام العربية القديمة المميزة، التي نجحت في الانتشار عالميا والفوز بعدد من الجوائز العالمية، لعلّ أهمها جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان لعام 1975 وما تبعها من تهديدات بالقتل تعرض لها مخرج الفيلم، محمد الأخضر حامينة. تدور أحداث الفيلم حول تاريخ النضال الجزائري من أجل الاستقلال والحرية، إضافة إلى تصوير الحياة القبلية في جبال الجزائر والقائمة على التنقل في الصحراء والرعي والجهاد فداءً للوطن.

تمّ إنتاج فيلم "الأرض" للمخرج العالمي يوسف شاهين في عام 1970، عن رواية بنفس الاسم للأديب عبد الرحمن الشرقاوي، وقد صنّفه النقاد في المركز الثاني ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية خلال احتفالية مئوية السينما المصرية، كما تمّ ترشيحه لجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان في عام 1970.شارك في بطولة الفيلم ثلة من النجوم السينمائيين تتقدمهم الفنانة نجوي إبراهيم وعزت العلايلي ومحمود المليجي ويحيي شاهين وحمدي أحمد وتوفيق الدقن، وتناول قصة نضال الفلاحين في القرى المصرية ضدّ الاقتطاع، في ثلاثينيات القرن العشرين، وتكاتفهم من أجل الدفاع عن أراضيهم.

فيلم "بيروت الغربية" أثار ضجة كبيرة وجدلا سياسيا واسعا في العالم العربي، لدرجة منعه من العرض على شاشات التلفزيون درءاً للفتنة الطائفية التي سيطرت على لبنان خلال الحرب الأهلية في بيروت عام 1975. تُوّج الفيلم بجائزة فرانسوا شاليه في مهرجان كان السينمائي عام 1998.تمّ إنتاج الفيلم في عام 1998 وأخرجه زياد دويري، في حين شارك في البطولة كل من رامي دويري، ورولا الأمين، وجوزيف بو نصار، وليلى كرم، وكارمن لبس. صُنّف الفيلم كعمل درامي كوميدي، رغم ما يحويه من مشاهد حزينة.

صدر الفيلم التونسي "صمت القصور"، للمخرجة التونسية مفيدة التلاتلي، في عام 1994 وفازت بطلة الفيلم النجمة السينمائية هند صبري بجائزة أحسن ممثلة في مهرجان قرطاج السينمائي إضافة إلى الطرح الجريء لعدة قضايا تناولها الفيلم ومن بينها قضايا الاغتصاب والتحرش الجنسي والإجهاض والإنجاب خارج إطار الزواج.

قدمت السينما المصرية في عام 1959 فيلم "دعاء الكروان" لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والذي اختير لتمثيل الأفلام المصرية في مهرجان برلين الدولي في نفس العام، كما رُشح لجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عام 1960. احتلّ فيلم دعاء الكروان المركز السادس في قائمة أفضل عشرة أفلام في تاريخ السينما وفق مجلة "فنون" المصرية وحصل على شهادة تقدير خاصة من لجنة تحكيم الأوسكار عام 1960.تناول الفيلم قصة فتاة ريفية، آمنة، تتمرّد على العادات والتقاليد في صعيد مصر بعد قتل والدها نتيجة هتكه أعراض الناس واشتهاره بالزنا، ممّا أجبرها على الهجرة والعمل كخادمة عند المأمور في حين تتنقل أختها للعمل عند مهندس أعزب اعتدى عليها وحطّم حياتها فتقرر آمنة الانتقام منه، فهل تقدر على ذلك؟

أُنتج فيلم "باب الحديد" في عام 1958 من إخراج الراحل يوسف شاهين وبطولة كل من يوسف شاهين، فريد شوقي، هند رستم وحسن البارودي ، حيث رُشّح كأول فيلم عربي وأفريقي لجائزة الأوسكار لأفضل عمل أجنبي وتمّ تصنيفه ضمن قائمة أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.تدور أحداث الفيلم داخل سكة حديد مصر حول بائع الصحف "قناوي" الذي يقع في حب بائعة المياه الغازية "هنومة"، في حين تميل هي إلى حمّال المحطة "أبو سريع" الذي يستعد للزواج منها، فيقوم قناوي بقتلها وإلصاق التهمة بأبو سريع الذي تفادى السجن بفضل "عم مدبولي" الذي أبلغ عن قناوي كمريض نفسي وتمّ الإيقاع به من أجل فعلته.

ظهر الفيلم السوري "أحلام المدينة" للمخرج محمد ملص على الساحة الفنية في عام 1983، وفاز بجوائز عديدة ضمن مهرجانات عربية وعالمية مختلفة كأيّام قرطاج السينمائية ومهرجان باسيتا السينمائي ومهرجان دمشق الدولي ومهرجان كان الدولي.تتناول قصة الفيلم حياة أرملة اضطرت للهروب مع ولديها من مدينة القنيطرة إلى مدينة دمشق حيث استقبلهم الجدّ بكل قسوة ودون مساعدة مادية أو معنوية، فكيف ستتصرف الأم من أجل ربح قوت عيشها وسط أجواء المدينة المشحونة بالانقلابات؟

أخرج داود عبدالسيد في عام 1991 الفيلم الروائي "الكيت كات"، الذي نال صيتا واسعا في العالم العربي بسبب قصته الممتعة والقضايا الاجتماعية العديدة التي تناولها. تدور أحداث الفيلم حول شخصية الشيخ حسنى الكفيف (محمود عبدالعزيز)، الذي يتقاسم مع أبناء الحي همومهم خلال الجلسات الخمرية الليلية ثمّ يقوم بنشر كل تلك الأخبار أمام الجميع.حصل الفيلم الفلسطيني "يد إلهية" على جائزتي لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي 2002 وجائزة (سكرين) العالمية في مهرجان السينما الأوروبية لأفضل فيلم غير أوروبي. تدور أحداث الفيلم حول قصة حب جمعت بين فتى فلسطيني من سكان منطقة 1948 وفتاة من سكان الضفة الغربية يلتقيان أمام حاجز إسرائيلي وتتشابك أيديهما في علاقة حميمية. 

مريم. ع/ فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي