الثقافي
"طفولة في الحرب": ذكريات وهويات مزدوجة
تتحاشى الأسماء التي تهيمن قراءاتها للمرحلة مثل الفيلسوف جاك ديريدا أو الروائي ألبير كامو
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 نوفمبر 2018
تعد الفترة التي تفصل بين اندلاع الثورة الجزائرية واستقلال البلاد عن الاستعمار الفرنسي في 1962 فترة عصية على التأريخ بسبب كثرة وجهات النظر حولها، إذ تكتنفها قراءات متعددة؛ بين جزائريين يبحثون عن استقلال تام بأي ثمن، وآخرون يبحثون عن السلام، ومنهم من ارتبطت مصالحه بالفرنسيين، ومن هؤلاء يوجد من لم يعرف وطنه الأصلي وصار الجزائر انتماء جديداً بالنسبة له وغيرها من المواقع والتصنيفات.
هذه الصورة المعقدّة تحاول أن ترسمها الكاتبة الجزائرية ليلى صبار (1940) في عملها الصادر مؤخراً باللغة الفرنسية "طفولة في الحرب" (منشورات "بلو أوتور") من موقع جديد؛ إذ تتحاشى الأسماء التي تهيمن قراءاتها للمرحلة مثل الفيلسوف جاك ديريدا أو الروائي ألبير كامو، حين تحصر الأسماء التي تتناولها في من عاشوا طفولتهم في جزائر تلك الفترة، ثم أصبحوا لاحقاً مشاهير في فرنسا، تعود بهم الذاكرة أحياناً إلى طفولة عاشوها ضمن هذا المشهد المتمزق.
يضم الكتاب مجموعة من النصوص لقرابة الأربعين شخصية توثّق صبار شهاداتهم حول الحرب في الجزائر، أو تتبّع بتعليقاتها أثر وعيهم لهذه المرحلة من خلال كتابات أخرى، وهناك يختلط التاريخ الشخصي بالتاريخ العام، حيث أن تاريخ الجزائر الاستعماري يبرز لدى البعض فيما يبرز التاريخ الإمبراطوري الفرنسي لدى آخرين. من أبرز النصوص التي يضمها العمل، شهادات الكاتب آلان أماتو أو الباحثة السوسيلوجية جوال بهلول أو المغني إنريكو ماسياس.
تقيم صبار في فرنسا منذ الستينيات، وهو من أب جزائري وأم فرنسية خصصت لها عملاً بيوغرافياً بعنوان "بلد أمي"، إضافة إلى عمل سير ذاتي بعنوان "لا أتحدث بلغة أبي". ومن هنا نفهم أن علمها الجديد يظل قريباً من هواجسها في معالجة قضية ازدواجية الهوية لديها.