الثقافي

"الفلسطينيون في سورية": نكبة مركّبة

الصادر بالإنجليزية عن منشورات "جامعة كولومبيا"

إثر إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948، هُجّر عددٌ كبير من الفلسطينيين خارج بلادهم، وتوزّعوا على عدّة منافي، مثل الأردن، وسورية التي استقبلت قرابة 100 ألف فلسطيني.على نقيضٍ من معظم البلدان التي لجأ إليها الفلسطينيون، استطاعوا في سورية أن يندمجوا مع المجمتع هناك؛ ما أدّى إلى نشوء وعيٍ مختلفٍ حول مفهوم النكبة.

هذه الفكرة هي ما عملت عليه الباحثة الفلسطينية أناهيد الحردان، في كتابها "الفلسطينيون في سورية: ذكريات النكبة لمجتمعات متشظّية"، الصادر بالإنجليزية حديثاً عن منشورات "جامعة كولومبيا".استندت الحردان، في دراستها، إلى بحث ميداني ومقابلات مع ثلاثة أجيال من فلسطينيي سورية، تتبّعت من خلالها تطوّر مفهوم النكبة في الوعي الجمعي للفلسطينيين اللاجئين بين الماضي والحاضر، وكيف ساهم خطاب النخبة، والخطاب السياسي الفلسطيني والسوري، في تشكيل هذا المفهوم وترسيخة في الذاكرة الاجتماعية.

يمثّل الكتاب بحثاً مركّباً يسلّط الضوء على الصلة الدائمة للنكبة في المجتمعات الفلسطينية التي وُلدت ونشأت في الشتات. بالنسبة إلى الحردان، فإن مفهوم النكبة شكّل لهم تحدياً يعزّز من فكرة القومية والوطنية لديهم، وهو جامعٌ مشتركٌ في وعيهم.

تقدّم الحرادن صورةً حية للاجئين الفلسطينيين في سورية، الذين استطاعوا أن يشكّلوا نسيجاً وطنياً واجتماعياً متيناً، إلى أن بدأت انتفاضة الشعب السوري. هنا، تذهب الباحثة إلى النظر في إعادة تشتيت الفلسطينيين من جديد ضمن سياق الراهن السوري؛ ما أثّر على مفهوم النكبة بالنسبة إليهم. هكذا، يرصد الكتاب نكبتين فلسطينيتين؛ الأولى عام 1948، والثانية تحدث الآن.

 

من نفس القسم الثقافي