الثقافي
كتاب وروائيون: الرواية المغاربية لها خصوصياتها وملامحها ولغتها
ضمن ندوة أدبية بـ"سيلا 23" سلطت الضوء على مفهوم الرواية المغاربية وتجلياتها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 نوفمبر 2018
شكل مفهوم الرواية المغاربية وخصوصياتها محور اللقاء الذي جمع أدباء ونقاد أمس أول الاثنين في إطار فعاليات الصالون الدولي للكتاب بالجزائر الـ 23، واتفق المشاركون في الندوة على أن الرواية المغاربية لها خصوصياتها في تاريخها واللغة التي تكتب بها، وقد تساءل المتدخلون في مستهل اللقاء عن مدى صحة هذا المفهوم وثوابت هذه الرواية وتجلياتها ووجوه الاختلاف مع الرواية في المشرق.
قال الروائي التونسي شكري المبخوت الفائز بجائزة البوكر للرواية العربية 2015 عن روايته " الطلياني" في تحليله لهذا المفهوم "انه يجب تفكيك مفهوم الرواية المغاربية لمعرفة ان هي تتوفر على مجموعة من الثوابت في التعبير والكتابة"، واعتبر أن الرهان يتجاوز الفضاء الضيق فالرواية هي اشتغال على الخصوصية في اللغة والموضوعات والرواية تواصل إنساني، معتقدا أن البلدان المغاربية لوحة فسيفساء متنوعة جدا من حيث اللغة والطبقات الثقافية وهي قصص جميلة وثرية متعددة الأبعاد لم تكتب بعد، لهذا حسب المبخوت يجب إعادة كتابة هذا التاريخ واستكشاف المنابع وهناك معرفة لا تقولها إلا الرواية ولا شيء غير الرواية.
وأضاف أن الرواية هي تواصل انساني مهما كانت البيئة التي تنشا فيها اذ هي تتجاوز هذا الفضاء (المغاربي ) لتنقل للقارئ معرفة جديدة بأسلوبها الخاص . و أوضح أن هذا النقاش هو في الواقع عمل النقاد أما الروائي فما يهمه هو تقديم عمل له قيمة فنية و قادر على المنافسة في سوق الرواية ليس على المستوى العربي بل عالمي .
في حين يقول الكاتب الجزائري لحبيب السايح انه يفضل ان يكون كاتبا جزائريا أولا و ان ينقل للآخرين رسالة وجود ثقافة و حضارة و إنسان جزائري " لان هذا الأخر يرغب حسبه في سماع صوت هذا الكاتب و شم روائح مجتمعه و معرفة امور خاصة به "، وأكد صاحب “كولونيل الزبربر” أنه يميل للبقاء على قناعته أي أن ينقل ثقافته بكل زخمها لأنه بصدد التعريف بتاريخه لهذا المشرقي الذي يجعل العديد من جوانبه لأن التجربة تكاد تكون مختلفة جذريا عن المشرق، مضيفا أن القارئ في منطقة الخليج مثلا لا يمكنه أن يفهم بسهولة الزخم الثقافي الكبير للمنطقة المغاربية، لذلك على الروائي أن ينقل اللغة والوجدان والتاريخ والتراث.
أما الناقد و الباحث المغربي شرف الدين ماجدولين المتخصص في الأنساق المعرفية و التداولية للسرد العربي فقد تساءل عن جدوى ربط الرواية بالجغرافيا رغم وجود أشياء تميز العمل الأدبي في المغرب العربي مثل ثنائية اللغة حيث هناك روايات باللغة العربية و أخرى باللغة الفرنسية .
وذكر في هذا السياق بوجود "تأثيرات مشرقية و متوسطية في هذه الإعمال الروائية" مع ظهور "ميل لدى الروائيين المغاربة للعودة الى الأصول حيث يتجلى في بعض أعمالهم العمق الامازيغي .
وأشار أيضا إلى أن الرواية في البلدان الثلاثة (الجزائر و المغرب و تونس )عرفت تطورا حيث ارتفع النشر في السنوات الاخيرة . كما جلبت الرواية كتاب من حقول علمية ومجالات معرفية مختلفة ، مضيفا أنه في السبعينات والثمانينات كان هناك هوسا بما هو تجريبي، والآن صارت الحكاية هي الأساس، مضيفا أن المغرب الكبير يعيش طفرة رواية من خلال هجرة جماعية من مختلف الفنون الأدبية الأخرى نحو الرواية.
ومن بين المسائل التي أثيرت في الندوة موضوع الترجمة التي غالبا ما تنجز في دول أخرى أوروبية على الخصوص حيث كانت الآراء متباينة بين المشاركين ، واعتبر البعض أن الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية أوفر حظا في الترجمة للغات أخرى من التي تكتب باللغة العربية .
إلا أن هناك من يرى عكس ذلك مستشهدا ببعض الأعمال العربية التي لقيت رواجا كبيرا و ترجمت لعدة لغات، في حين طرح شكري المبخوت استنادا الى تجربة شخصية مشكل القارئ و رغبته في الاطلاع على أدب الغير . وقال ان ترجمة روايته "طلياني" الى اللغة الألمانية لم تلق الصدى المرجو مرجعا ذلك لكون القارئ أحيانا ليس له فضول في لمعرفة الأخر .
مريم. ع