الثقافي
واسيني يتفاءل من الحراك الثقافي الذي يصنعه كتاب الرواية الشباب في الجزائر
نشط ندوة ضمن فعاليات "سيلا 23"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 نوفمبر 2018
احتضنت قاعة سيلا أمس أول لقاءً مع الأديب والأكاديمي واسيني الأعرج، نشطه الدكتور إبراهيم صحراوي، وتطرق واسيني إلى الجزء الثاني من كتابه “الأمير”، قائلا إن الجزء الأول تحدث عن 17 سنة قضاها الأمير في النضال والجهاد، ولكنه أراد شيئا آخر، ولم يرد الاكتفاء بصورة الأمير المقدسة المشهورة، بل يصور أيضا جانبه الإنساني.
عاد واسيني إلى بعض النقاط التي رأى أنها قد تخلق إشكاليات في هذا الجزء الثاني، النقطة الأولى هي خروجه من سجنه وتوجهه إلى اسطنبول، عاصمة دولة عثمانية في الانهيار، وهناك كان مراقبا مراقبة شديدة حسب واسيني.
النقطة الثانية هي الصراعات الدينية في بلاد الشام حينها، وقد حمى الأمير المسيحيين وكان وراء إنقاذ 15 ألف مسيحي. النقطة الثالثة تتعلق بانتماء الأمير إلى الحركة الماسونية، وقال واسيني إن كل المعطيات تشير إلى أن الأمير عبد القادر لم يكن عضوا فيها، وعلى الأقل لا يوجد ما يثبت ذلك. أما النقطة الرابعة فهي علاقة الأمير بالصوفية، وهنا خلص واسيني إلى أن كل المعطيات تشير بأنه كان متصوفا، فقد كتب في وصيته أن يدفن بجانب مقام معلمه الأكبر ابن عربي، وقام بتمويل طبع كتابه.
وقال واسيني إنه لا خوف على شخصية الأمير عبد القادر من مختلف الكتابات والرؤى والقراءات، خاصة إذا كان الهدف هو كتابة الجانب الإنساني للأمير، لأن “الأيقونة لا تتحطم”، بل أصرّ واسيني على وجوب أنسنة هذه الأيقونة.
من جهة أخرى، اعتبر واسيني الأعرج بأن الذي يعيد كتابة التاريخ هم المؤرخون، لأن وظيفتهم تأريخية بحت، كما يوجد بين التاريخ كعلم والمادة التاريخية، والروائي يقوم بترميم الوثائق التاريخية، ويملأ الفراغات التي قد تكون بين هذه الوثيقة أو تلك.
وأضاف واسيني بأنه ليس من حقه إضافة أشياء لشخصية الأمير، بالمقابل فهو يستطيع أن يقول ما لا يقوله المؤرخ، كأن يجعله يتحدث إلى أمه وقادته ونسيبه مثلا. وفي الأخير فإن الأمر يتعلق برواية وليس بتاريخ.
كما تحدث واسيني الأعرج عن إقبال الشباب على كتابة الرواية، قائلا إنها المرة الأولى في الجزائر التي نرى فيها إصدار قرابة 200 رواية أو أكثر في سنة واحدة، وهو “دليل على وجود حركة ثقافية وروائية كبيرة”، وأكد واسيني أنه لم يتحدث هنا عن القيمة الفنية ولكن عن الحركة في حد ذاتها، واصفا إياها بالإيجابية. وقال واسيني إنه قرأ بعض الروايات وأنه وجد أنها ذات مستوى محترم جدا.
مريم. ع