الثقافي

جناح الصين بـ"سيلا 23" يستقطب آلاف الجزائريين يوميا

مؤسس موقع “علي بابا” التجاري نموذج الجزائريين

تحل جمهورية الصين الشعبية، ضيف شرف استثنائي ضمن فعاليات الطبعة الثالثة والعشرين للصالون الدولي الـ23 للكتاب، المتواصلة فعالياته بقصر المعارض إلى غاية الـ10 من شهر نوفمبر الجاري، حضور استقبله جمهور سيلا بكثير من الشغف بمعالم حضارة يتجاوز عمرها الـ11 ألف سنة، ارتسمت ملامحها فنانا وثقافة وإبداعا بين رفوف أكثر من أربعين جناحا فتح على جمهور سيلا الذي لم يخف انبهاره بأسرار أعرق حضارة في قارة آسيا.

كتب، ترجمات، رسومات، ندوات، وأشغال يدوية فنية تحمل على بساطتها تفاصيل ثقافة الشعب الصيني، ملامح استطاعت استقطاب الآلاف من زوار معرض الكتاب على اختلاف أعمارهم و مستوياتهم العلمية والثقافية. ورغم اختلاف رؤية هؤلاء للثقافة الصينية البعيدة إلى حد ما عن الثقافة العربية والأمازيغية الجزائرية، غير أن الشغف واحد  يتمثل في تلمس صورة حية عن الصين التي ظلت مجرد خيال لدى الجزائريين، وهو ما يؤكده السيد عابد (مدير مؤسسة تربوية)، والذي التقيناه في جناح الصين ضيف شرف المعرض، وهو منكب على رفوف الكتب محاولا انتقاء ترجمات لعدد من الروايات الصينية، مؤكدا بعد حركة  النشر الجزائرية عن الأقلام الصينية، التي يرى بأنها قدّمت الكثير للإنسانية غير أنها بقيت في الظل بسبب تقصير العرب في عمليات الترجمة لكل ما هو صيني.

في جناح الرسومات والأشغال اليدوية، لفتنا حوار بدا مهما بين رسامة صينية وشاب جزائري، كان واضحا تمكّنه من اللّغة، وبحديثنا إليه قال لنا “عبد الرزاق بوخاري”، بأن فضوله في  التعرف على الّثقافة الصينية دفعه إلى تعلّم لغتها سنة 2009، مشيرا إلى أن إتقان لغة أي بلد يبقى ناقصا دون الانفتاح على ثقافتها، وهو ما جعله لا يفوت فرصة أي معرض أو نشاط للصين في الجزائر ليكون حاضرا من أجل الإطلاع على جديد حضارة يوضح عبد الرزاق أنها قدّمت الكثير و لا تزال.

ويضيف محدثنا أنّ اهتمامه بالخط العربي، كان سببا رئيسيا في اتجاهه إلى دراسة اللغة الصينية، التي يلفت محدثنا إلى جمالية حروفها فنيا و إبداعيا.

جمهور الشباب الأقل من عشرين عاما بدوره كان له حضور لافت بين أجنحة الصين، وعلى قلة معلومات هذه الفئة بالثقافة الصينية، حسب ما استقيناه من تصريحاتهم لنا، إلا أن المشاركة اللافتة لهذا البلد ضمن معرض الكتاب، استطاعت نقل جانب  مهم  من ثقافة غريبة عن الشباب الجزائري، الذي لا يرى الصين إلاّ من خلف شاشات الكومبيوتر والهواتف النقالة، فيسميها “الكوكب الآخر” في إشارة إلى بعدهم الجغرافي والحضاري عن جمهورية الصين الشعبية.

 

من نفس القسم الثقافي