الثقافي

اللقاءات االأورو مغاربية العاشرة للكتاب تأكيد على أهمية الذكريات في أعمالهم الأدبية

تنظمها بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر بمعرض الجزائر الدولي للكتاب

أكد الناقد المغربي شرف الدين مجدولين أن الحديث عن مجال الأدب والمحكيات مرتبط بعوالم لغوية  وبما هو غير مرئي، وقال خلال  “اللقاءات العاشرة :الأورو مغاربية للكتاب: ذكريات، ذكريات من منابع الإلهام الأدبي”، والتي نظمتها بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر، أمس، بقاعة الجزائر، خلال فعاليات الصالون الدولي للكتاب بالجزائر في طبعته الـ23″، انه حين يتحدث عن الذكريات فانه ينطلق من مقولة للكاتب فرناند وبيتاو مفادها “الذكرى خيانة “.

وأشار الباحث في مجال النقد الأدبي شرف الدين مجدولين إلى أن التخيل هو أن نصنع ماضينا، أي هو إعادة تركيب، فالعملية الأدبية حسبه ليست سوى نسيان ذلك الماضي والعودة إليه، وقال “نحن نصنع ذكرتنا وذكرياتنا، الذكريات تتحول إلى شيء فاتن، في العديد من السير الذاتية، الروايات القائمة على ذاكرة الماضي  نجد ذلك التعبير “تذكرت أو استحضرت أو استعدت بكثير من الشوق “.

وأكد شرف الدين مجدولين إلى إننا نتعلق بشتى أصلي ونحاول صياغته، وقال إن التفريق بين ذكريات وذاكرة هو تميز نقدي، وأننا في الذكريات نسعى لما كان مفرحا، وأضاف قائلا إننا نقتل الذكريات حين نحولها إلى كلمات .

من جهته، أكد الروائي التونسي شكري مبخوت أن الروائي ينطلق من ذكرياته وذاته، وأن فعل الكتابة، تخيل النص هو تغطية لذلك الجانب، وأشار مبخوت إلى أن  الكتابة عملية صعبة خاصة في مجتمعاتنا  التي تقبل الفرد باسم الوطن والأخلاق ولا تقبل الفرد، وأن الهدف الأساسي في مجتمعاتنا هو أن لا توجد كفرد.

وقال مؤلف  رواية ” الطلياني ” إن الذكرى التي هي مادة خام يكفي أن تتذكرها حتى تغيرها، وأضاف قائلا “أن نعيد تمثلها، وتمثلها هو خاصية اشتغال الذاكرة، وهي تنتقي وتحرف وتبدل، ولا تترك شيئا كما هو، وهذا راقي، لأننا نقدم ذكرياتنا بشكل جميل بعد ذلك نقوم بكتابتها.

من جهته، أكد الكاتب الاسباني بيدرو انريكي مارتينيز على أهمية الذكريات في الكتابة الإبداعية، وقال إنها تعد أداة مهمة لكتابة نص أدبي، وقال “إن تكتب رواية أو قصة آو شعرا معناه يجب أن يكون لديك رصيد   معرفي بالإضافة إلى الأحاسيس، والخيال “.

من جهتها، صرحت الكاتبة الجزائرية نصيرة بلولة أن الكاتب حين يكتب سيرة ذاتية فانه يستعمل الكريات كما هي، مادة خام ولا يحورها ولا يزيد فيها أو ينقص، أما إذا كتب نصا أدبيا خياليا فانه يغير ويحور في الذكريات.

أما الكاتب الجزائري سمير تومي فقد أشار إلى أن الكتابة منحته فرصة استعمال ذكريات لم يستعملها ولم يتمكن من إخراجها، وقال انه كتب من اجل أن يستعيد ذكرياته، وقال ” الكتابة منحتني فرصة التوجه نحو الذكريات”، وأضاف قائلا إن روايته “المحو” مكنته من تحرير ذكرياته.

أما الكاتب الروماني إيوان مورار فقد اعتبر أن الذكريات هي غذاء الروح، وقال انه يكتب لأنه مجبور على أن ينقل الأشياء التي يراها ويحسها ويتذكرها، وقال الروائي إيوان مورار إنه يتذكر صورة جميلة بقيت في ذكراته منذ كان طفلا ، وانه يحاول أن يرسم من خلال كتابة رواية.

من جهتها، الكاتبة اليونانية ديمتريو سترافيولا فقد أكدت انه لا يمكن أن نكتب دون  وجود الذكريات، وأشارت إلى أنها استعملت ذكرياتها في أعمالها الروائية، وقالت إنها  تتمنى فعلا أن تكتب رواية  تطعمها بذكرياتها خلال فترة طفولتها.

 

من نفس القسم الثقافي