الثقافي

صانع مجد الجزائر في الأوسكار كوستا غافراس: “الجزائر بلدي الثالث”

كان له لقاء مع جمهور الدورة 23 من صالون الجزائر الدولي للكتاب

عبر صانع ملحمة الأوسكار الجزائري “كوستا غافراس” عن مكانة الجزائر الكبيرة في قلبه، واصفا إياها بـ “بلده الثالث” بعد كل من اليونان وفرنسا، المخرج الكبير “كوستاغافراس” كان له لقاء مع جمهور الدورة 23 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، حيث تطرق إلى مسيرته كمهاجر يوناني في فرنسا. فُتحت أبواب العالمية على مصراعيها، بعد إخراج فيلمه “زاد” الذي أنتجته الجزائر، وصرح أنه “بعد زاد وتتويجه بالأوسكار في فئة أحسن فيلم أجنبي، الذي حظيت به الجزائر، استطاع لاحقا خط مسار مهني حافل في فضاء الفن السابع، حيث قدم أفلاما وفق رؤيته وقناعاته..”، والفضل يرجع لتجربته في الجزائر.

وأكد كوستا غافراس أن علاقته مع الجزائر مستمرة ولا يمكن أن تنتهي، مشيرا إلى المكانة التي يحملها لها في قلبه، وأضاف أن الزيارات لم تنقطع منذ 1969 تاريخ إنتاج العمل، فهو يحل بالجزائر في كل مناسبة، سواء للعمل، أو الفعاليات الثقافية وحتى زيارة الأصدقاء.

المخرج الفرنكو يوناني روى قصة ميلاد فيلم زاد وكيف صور في الجزائر، حيث قال “في البداية كنت مجرد مهاجر يوناني يبحث عن توفير لقمة عيش والاستقرار فقط.. في تلك السنوات كانت اليونان تعيش أزمة سياسية بعد الانقلاب المشهور، أردت تقديم فيلم ليكون بمثابة الصرخة إزاء ما كان يحصل، عرضنا سيناريو زاد على جهات فرنسية لكن لم تؤمن به وقُيِّم على أنه دون فائدة مادية لطابعه السياسي، لاحقا اقترح علي التصوير في الجزائر العاصمة، ووجدت المدينة مناسبة، بالمقابل لاقى المشروع قبولا من أعلى المستويات، وحرص الرئيس الراحل بومدين آنذاك على أن توفر للفيلم كل التسهيلات والإمكانيات، وفعلا هذا ما حصل”.

وعن تعامله في زاد مع تقنيين وممثلين جزائريين، كشف كوستا غافراس، أنه كان يتوقع أن يجد في الجزائر الحديثة الاستقلال، تصحرا من حيث التأهيل، خاصة وأن المشروع معقد وسياسي، لكن حسبه قابل فريقا طموحا تمكن من تقديم هذه التحفة العالمية التي تفوقت على عديد الأعمال، وتوجت في النهاية.

كما تطرق المخرج إلى كتاب مذكّراته “اذهبْ إلى حيث يستحيل الذهاب”، وأوضح أن العنوان مستوحى من تجربته الشخصية في بلوغ ما لم يكن يحلم به حتى، حين وصل كمهاجر يوناني وحيد إلى باريس، همه الوحيد إيجاد عمل قار، لكن المستقبل قاده إلى تقديم أعمال راسخة، وإبداعات ناجمة عما كان يؤمن به ويشعر به، أما عن مشاريعه، فكشفا غافراس أنه منهمك في تحضير فيلم حول حال أوربا حاليا، وصرح “الإتحاد الأوربي حاد عن مبادئه، بعد الحرب العالمية الثانية اتفق الأوربيون على الوحدة والتكامل، اليوم نعيش التفكك، تحت قيادة ألمانيا التي خرجت عن الأطر.. الدول الأوربية ساهمت في تأزم الأوضاع في اليونان مؤخرا، وها هي أثينا اليوم مثقلة بالديون التي بلغت أرقاما خيالية، كل هذا بتشجيع من أوربا وألمانيا خاصة”.

 

من نفس القسم الثقافي