الثقافي

دعوة الناشرين الجزائريين إلى "إيصال رسالة الأدب الجزائري إلى الشعوب الأخرى"

أويحيى يسلم وسام الاستحقاق الوطني للروائي الصيني مو يان

دعا الوزير الأول، أحمد أويحيى، عشية الإثنين الماضي بالجزائر العاصمة، الناشرين الجزائريين إلى "إيصال رسالة الأدب الجزائري وقيم  المجتمع الجزائري إلى الشعوب الأخرى"، مؤكدا استعداد الدولة لدعم دور النشر في هذا المجال، وخلال زيارته لمختلف أجنحة معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي أشرف على افتتاح طبعته ال23، حث أويحيى الناشرين الجزائريين على "إيصال رسالة الأدب  الجزائري وقيم المجتمع الجزائري إلى الشعوب الأخرى"، مؤكدا أن "القارئ الجزائري تصله كل الكتب وأملنا أن تصل الكتب الجزائرية إلى الشعوب الأخرى  والدولة مستعدة لمساعدة دور النشر في الإطار المعقول". 

ولدى استماعه لبعض انشغالات دور النشر الجزائرية، سيما ما تعلق منها بقلة المكتبات وصعوبة تسويق الكتب، كشف أويحيى أن "الدولة فتحت آلاف المكتبات  عبر التراب الوطني لتشجيع نشر الكتاب".

وفي هذا الصدد، سأل الوزير الأول، لدى توقفه عند الجناح المخصص لوزارة الثقافة، عن مدى تجهيز هذه المكتبات، حيث تم إخطاره بأن كل المكتبات "مجهزة  نهائيا"، وزار الوزير الأول جناح ديوان المطبوعات الجامعية، حيث أكد أن هذا الديوان "له 50 سنة من الوجود وحان الوقت لأن يغطي الطلب في السوق الوطنية بهدف  التقليص من الاستيراد، خاصة وأن الأسعار التي يعرضها الديوان مقبولة وتساعد الطلبة".

 كما أشاد من جهة أخرى بـ"الدور الكبير" الذي يقوم به الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في دعم النشاط الثقافي في "هذا الظرف المالي الصعب".

كما تجول أويحيى في أجنحة العديد من الدول المشاركة في هذه الطبعة، حيث باشر جولته بزيارة جناح دولة الصين التي تعتبر ضيف شرف الطبعة ال23 وتشارك  بوفد بعرض أزيد من 10 آلاف كتاب، كما طاف بأجنحة دور النشر العربية والأجنبية،  حيث أكد على دور الثقافة في تعزيز الروابط والعلاقات بين الشعوب.

للإشارة، فإن الوزير الأول كان مرفوقا بأعضاء من الحكومة لدى افتتاحه الرسمي للمعرض الذي تشارك فيه 1015 دار نشر من بينها 276 جزائرية ستعرض حوالي 300 ألف  كتاب بين أدبية وجامعية ومؤلفات للشباب، بالإضافة إلى تنظيم ندوات وموائد مستديرة.

وسيتم في الأيام المقبلة تكريم وجوه معروفة في الساحة الثقافية الجزائرية منهم عبد الله شريط وسعيد بوطاجين وابو قاسم سعد الله والكاتب والمؤرخ مراد  بوربون، وكذا كتاب جزائريين وافتهم المنية منذ طبعة 2017، على غرار نور الدين سعدي والناقد شريبت أحمد شريبت والشاعر عثمان لوصيف والكتاب مصطفى تونسي ومحمد سحنون وكذا الروائي حفناوي زاغز.

وقد تم تخصيص ميزانية تقدر ب60 مليون دج لتنظيم هذا الموعد الأدبي مع تسجيل انخفاض بنسبة 25 بالمائة مقارنة بالطبعة السابقة و50 بالمائة مقارنة بطبعة  2015 التي استفادت من ميزانية ب120 مليون دج، وسيشارك من جهة أخرى أزيد من 90 مبدعا بين كتاب وروائيين ومؤرخين بهذا الموعد الهام بينهم 65 جزائريا.

وبعد الافتتاح الرسمي، ستكون أبواب معرض الجزائر الدولي للكتاب مفتوحة للجمهور منذ أمس الثلاثاء، حيث سيكون الزوار على مدار 11 يوما على موعد مع كتاب وناشرين بحضور أسماء كبيرة في الأدب الجزائري وأخرى جديدة، بالإضافة إلى مشاركة دور نشر ناشئة تبحث عن مكانة لها وسط الناشرين الجزائريين التقليديين.

 

أويحيى يسلم وسام الاستحقاق الوطني للروائي الصيني مو يان 

 

وقبل ذلك سلم الوزير الأول أحمد أويحيى بالجزائر وسام الاستحقاق الوطني برتبة "أثير" للروائي الصيني مو يان  والذي منحه إياه رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة تكريما له  وللثقافة الصينية.

وقد منح وسام الاستحقاق الوطني برتبة "أثير" للروائي الصيني الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2012 بمناسبة مرور ستين عاما على إرساء العلاقات بين الصين  والجزائر وذلك في إطار الافتتاح الرسمي لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا 2018).

وعبر مو يان عن سعادته "الغامرة" بتكريمه خصوصا وأن هذا الاحتفاء يأتي في الذكرى ال60 لإقامة العلاقات بين الجزائر والصين مضيفا أنه بمثابة "تشجيع ودفع  كبير لأعماله التي أنجزها على مر عشرات السنين".

وقال أويحيى أن تكريم مو يان "لحظة لامعة تضاف لكل ما تقرر تنظيمه هذه  السنة ما بين الصين والجزائر إحياء  ل60 سنة لمسار مشترك, مسار بدأ بدعم ثمين من الصين للجزائر المكافحة واستمر بكل الانجازات الدبلوماسية والسياسية وفي مجالات التعاون ...".

وأكد الوزير الأول أن "رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قام رفقة نظرائه الصينيين المتتاليين بإعطاء أرضية قوية للتعاون ما بين الجزائر والصين  وها هو اليوم يضيف لبنة ثقافية وشعبية بتكريم مو يان ...".

واعتبر من جهته وزير الثقافة عزالدين ميهوبي أن تكريم مو يان "نموذج حي للتعاون المتكامل في شتى المجالات الثقافية والسياسية والاقتصادية" مضيفا أن  الجزائر "تؤكد هذا التعاون في شقه الثقافي" من خلال تكريم هذا الأديب ومشددا من جهة أخرى على أن العلاقات اليوم بين الصين والجزائر "في أعلى مستوياتها".

وعبر من جهته نائب وزير الثقافة الصيني ليانغ يانشون نيابة عن الهيئة الوطنية الصينية للإعلام والوفود الصينية المشاركة في الصالون عن "شكره الكبير"  للجزائر على تكريم الكاتب الصيني داعيا إلى "تفعيل أكبر" لجسر التعاون الأدبي والفني بين البلدين.

وحضر أيضا حفل التكريم عدد من أعضاء الحكومة والأمين العام لمجلس مصف الاستحقاق الوطني برئاسة الجمهورية محمد صالح عكة بالإضافة إلى السفير الصيني  بالجزائر وعدد من الكتاب والمثقفين الصينيين وكذا نائب وزير الثقافة الكوبي.

ويعتبر مو يان -المولود عام 1955 بشمال شرق الصين- من أبرز الأدباء الصينيين المعاصرين حيث تزيد أعماله عن الـ80 مؤلفا أدبيا بين قصة وقصة طويلة ورواية من  أشهرها "الذرة الرفيعة الحمراء" و"الطفل ذو الشعر الأصفر".

واختيرت الصين ضيف شرف هذه الطبعة حيث يحضر وفد منها يضم أزيد من 150 عضوا  بين مؤلفين وناشرين كما سيعرض أكثر من 2500 عنوان وما يزيد عن 7500 من الكتب  المترجمة إلى العربية والفرنسية، وكان الوزير الأول قد أشرف على الافتتاح الرسمي للطبعة ال23 لسيلا بقصر  المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة.

 

سيلا 23.. انطلاق متعة القراءة

 

ويستقطب هذا الموعد الثقافي الضخم سنويا قرابة المليون و500 ألف زائر بمشاركة 47 بلدا ممثلين من قبل ناشريها ومؤسساتها الثقافية من بينهم تونس والمغرب ومصر وسوريا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والمجر والولايات المتحدة وكندا والكاميرون وكوبا وغيرها.

وتحضر الصين ضيف شرف الصالون هذه السنة بعرض أكثر من 10.000 كتاب أغلبها مترجم للغتين العربية والفرنسية تتعلق مواضيعها بالثقافة الصينية التقليدية والأدب والعلوم وكتب الأطفال وأيضا بتعلم اللغة الصينية.

وتشارك أكثر من 40 دار نشر صينية في المعرض مع حضور ستة أدباء صينيين من بينهم مويان الحاصل على جائزة نوبل، وسيشارك هؤلاء في تنشيط لقاءات مع الجمهور في جناح الصين الذي يعرض أيضا 2500 عنوان بلغة الماندارين (اللغة الرسمية للصين).

وقد اختار جناح روح الباناف الذي استحدث في 2009 بمناسبة تنظيم المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني (باناف) التركيز في برنامجه لهذا العام على اللقاءات التي تتحدث عن تاريخ القارة من خلال الأدب.

كما يستقبل صالون الكتاب يوم 3 نوفمبر اللقاءات الأورومغاربية العاشرة للكتاب وذلك بمشاركة كتاب من تونس والمغرب وإسبانيا واليونان ورومانيا، إلى جانب الكتاب الجزائريين.

ويقترح منظمو السيلا من جهة أخرى وتحت عنوان "الكتاب يجمعنا" سلسلة من النقاشات مع الكتاب ولقاءات موضوعاتية حول "العيش معا وحوار الحضارات"، في حين تناولت الوقفة المخصصة للتاريخ هذا العام الذكرى الـ 60 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وكذا موضوع العلاقات الجزائرية الصينية.

وإلى جانب اللقاءات المقررة مع قرابة الـ 20 كاتبا جزائريا وأجنبيا، يقترح الصالون أيضا يوم 7 نوفمبر يوما دراسيا حول الأدب الأمازيغي من تنظيم المحافظة السامية للأمازيغية.كما يمنح الصالون لزواره فرصة لقاء أشهر الكتاب في الساحة الأدبية الجزائرية وكذا كتاب أفارقة وأوروبيين ومن بلدان عربية.

 

طبعة تميزها حركية في الإصدار

 

هذا وتتميز الطبعة 23 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا) بدخول أدبي ثري تعكسه الإصدارات الجديدة لدور النشر الجزائرية التي ستقدم موعدا مهما للجمهور للتجديد مع عالم الكتاب.

وعلى مدار 11 يوما سيكون الزوار خلال هذا الحدث الثقافي -الأكثر زيارة والأكثر انتظارا- على موعد مع كتاب وناشرين بحضور أسماء كبيرة في الأدب الجزائري وأخرى جديدة، بالإضافة إلى مشاركة دور نشر شابة تبحث عن مكانة لها وسط  الناشرين الجزائريين التقليديين.

ومن بين هذه الأسماء المعروفة مايسة باي وياسمينة خضرا وكمال داود وواسيني  الأعرج وعماري شوقي الذين سيوقعون إصداراتهم الجديدة، في حين ستشارك دور نشر مؤسسة حديثا بقوائم من مؤلفاتها الجديدة تضم مئات العناوين والتي تعكس في معظمها تجارب جديدة في الكتابة على غرار "الجزائر تقرأ" و"بوهيما" اللتان  تشاركان لأول مرة.

وبينما تغيب 19 دار نشر جزائرية، حسب ما كان قد صرح به محافظ المهرجان، فإنه  تحضر بالمقابل العديد من الدور المعروفة كـ "البرزخ" و"قصبة" و"الشهاب" و"ميم"  و"الاختلاف" بالإضافة إلى "الكلمة"، وستكون الصين ضيف شرف هذه الطبعة بمشاركة وفد سيعرض أزيد من 10 آلاف كتاب مترجم إلى العربية والفرنسية والمخصصة في معظمها للثقافة الصينية التقليدية وتعلم اللغة الصينية (الماندرين)، بالإضافة إلى العلوم والتكنولوجيا.

وستحضر في هذا الإطار أكثر من 40 دار نشر صينية وستة كتاب يتقدمهم مو يان  الحائز على جائزة نوبل للآداب (2012)، وهذه أول مرة يشارك فيها بالصالون أديب  متوج بهذه الجائزة الأهم في العالم.

وسينشط هؤلاء الضيوف العديد من اللقاءات مع الجمهور بجناح جمهورية الصين  الشعبية، أين سيقدم أكثر من 2500 عنوان باللغة الصينية، بالإضافة إلى معرض للصور والأفلام الصينية. وسيشارك من جهة أخرى أكثر من 90 مبدعا بين كتاب وروائيين ومؤرخين بهذا الموعد الأدبي الهام بينهم 65 جزائريا.

ويشارك في الطبعة الـ 23 لصالون الجزائر الدولي للكتاب حوالي 1015 دار نشر (972  في 2017) من بينها 276 جزائرية (314 في 2017) ستعرض حوالي 300 ألف كتاب (230  ألف في 2017) بين أدبية وجامعية ومؤلفات الشباب.

وعلى غرار الطبعة السابقة، لم تأت هذه اللقاءات المخصصة للزوار بأي جديد، حيث  يبرز جليا التكرار في المواضيع على غرار الندوة المتعلقة بالتاريخ يوم الفاتح  نوفمبر والتي ستنظم بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة  عام 1958، ونفس الشيء بجناح "روح الباناف" وكذا "المدرجات"، أين سيحضر أزيد من  16 كاتبا، بالإضافة إلى الملتقى الأورو- مغاربي العاشر للكتاب والمنظم من طرف  مفوضية الاتحاد الأوروبي بالجزائر.

 

من نفس القسم الثقافي