الثقافي
"الإسلاميون والمواطنة": تقاطعات سياسية وفكرية
متضمّناً 16 دراسة شكّلت النقاش في مؤتمر "الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي" الذي نظّم في الدوحة في 2013
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 أكتوبر 2018
عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر حديثاً كتاب "الإسلاميون وقضايا الدولة والمواطنة"، متضمّناً 16 دراسة منتخبة ومحكمة، شكّلت مادّة النقاش في المؤتمر السنوي الثاني "الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي" الذي نظّمه المركز في الدوحة في أيلول/ سبتمبر 2013، ومحوره مسائل المواطنة والدولة والأمة. الكتاب هو جزء أول، ويتبعه جزء ثانٍ قريباً.
في أولى الدراسات، "المرجعية والحزب والدولة المدنية والمواطنة في الفقه السياسي الشيعي المعاصر"، يضيء الباحث اللبناني، سعود المولى، على مساهمة مفكّرين في الحراك الفكري والسياسي الشيعي.وفي الدراسة الثانية "المواطن والمؤمن والإنسان: قراءة نقدية لمنزلة المواطنة في الإعلانات العربية والإسلامية لحقوق الإنسان"، يقرأ الباحث التونسي المنجي السرباجي منزلة المواطن في الإعلانات العربية والإسلامية لحقوق الإنسان، في محاولة لفهم إشكالية المواطنة في الفكر السياسي الإسلامي المعاصر.
يعاين الباحث السعودي توفيق السيف، في الدراسة الثالثة، "مكانة العامّة في التفكير الديني: نقد الرؤية الفقهية التقليدية للسلطة والاجتماعي السياسي". أمّا الرابعة "التمكين السياسي للمرأة في فكر الحركات الإسلامية بين النظرية والممارسة: الإخوان والنهضة أنموذجاً"، تلاحظ الباحثة الفلسطينية، دلال باجس، تقدّماً في دور المرأة السياسي في الحركات السياسية الإسلامية، لكن من دون أن يرقى هذا التقدّم إلى المستوى الذي تنشده "النساء الإسلاميات" أنفسهن.يقرأ الأكاديمي الجزائري زين الدين خرشي في الدراسة الخامسة "المواطنة: المشروع المؤجل للأحزاب الإسلامية" غياب المواطنة كأولوية فكرية وسياسية واجتماعية عن الخطابات السياسية للأحزاب الاسلامية المختلفة، لأنها موضوع غير مسلّم بمقدّماته الفلسفية التي أُسِّست على مفهوم الفرد كذات حرّة ومستقلة.
ويقارب الباحث السوري شمس الدين الكيلاني، في الدراسة السادسة، "الإسلاميون المعاصرون وفكرة الدولة الديمقراطية"، موقف الإسلاميين من الدولة الديمقراطية ومفاهيمها.وتحمل الدراسة السابعة عنوان "الإصلاح الديني والإصلاح السياسي في المقاربات التقليدية والتجديدية وما بعد السلفية لمسألة المواطنة في الفكر الإسلامي السوداني" للباحث السوداني شمس الدين الأمين ضو البيت.
ويتتبّع الباحث الجزائري طيبي غماري، في الدراسة الثامنة، "أزمة الإسلام السياسي المعاصر: إشكالات التحول من جماعة المؤمنين إلى دولة مواطنين". وفي التاسعة، "المقاربة الحديثة لمدنية الدولة في الحال العربية بعد وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم: دراسة مقارنة بين مصر وتونس"، يحلّل الباحث الفلسطيني محمد عبد الله أبو مطر النصوص المحدّدة لهوية الدولة ومصادر التشريع وتنظيم الحقوق المواطنية في الدساتير، واتساقها مع ركائز الدولة المدنية، وتأثير وصول التيارات الإسلامية إلى السلطة في الممارسة الدستورية، وعلاقة الدين بالدولة ودوره في تحديد تفاعلها مع محيطها السياسي والاجتماعي.
أمّا الباحثان المغربيان، محمد الكوخي وإبراهيم أمهال، فيقدّمان دراسة بعنوان "الإسلام السياسي ومأزق الدولة الحديثة: بحث في الجذور الاجتماعية للإسلام السياسي وتحوّلات الخطاب - المغرب أنموذجاً"، بينما يسأل الباحث المغربي مرشد القبّي في دراسته "حقوق غير المسلم في مشروع الدولة الإسلامية: مواطنة تامّة أم منقوصة؟"، عن وضعية غير المسلم في الدولة الإسلامية المنشودة، وهي مسألة شائكة تعترض محاولة الإسلاميين المواءمة بين التشريع الإسلامي والدساتير والقوانين الحديثة.من جهتها، ترصد الباحثة المصرية، مي سمير عبده متولّي، في دراستها "الدولة وعلمنة المشروع الإسلامي: مصر أنموذجاً"، أسباب تعثّر حركات إسلامية تقلّدت السلطة في العالم العربي، من غياب مشروعات حقيقية تقدّمها، إلى ضعف التعاون الداخلي معها.ويقدّم الباحث السوري نائل جرجس الدراسة الثالثة عشرة بعنوان "غير المسلمين في الدول العربية بين الواقع التشريعي والقراءة المعاصرة للإسلام".