الثقافي

عروض استعادية بالجزائر لأشهر أفلام برغمان

احتفالا بمئوية ميلاده

انطلقت فعاليات الاحتفاء بمئوية ميلاد المخرج  السويدي العالمي انغمار برغمان Ingmar Bergman سهرة أمس أول بقاعة ابن  زيدون برياض الفتح بالجزائر العاصمة، بعرض شريط وثائقي عن حياة واعمال المخرج  بعنوان"Trespassing" (اقتحام) (2013).

قدم هذا الشريط الذي أخرجه الثنائي جين مانيسون وهاينك بالاس (Jane  Magnusson Hynek Pallas) على مدى 107 دقائق، شهادات لكبار المخرجين والممثلين الذين تحدثوا عن عبقرية انغمار برغمان وطريقته المميزة في تقنية الإخراج، وأهمية المواضيع التي طرحها في أعماله بأبعادها الإنسانية وفلسفتها الوجودية.

واستطاع المخرج أن يقدم -بحسب شهادات الكثير منهم- مواضيع ذات عمق وتجدر في الذات وأيضا في مسألة العلاقة مع الغير وذلك بأسلوب خاص.

وقدم الشريط الذي صور في بيت برغمان المنعزل بجزيرة فارو faro مشاهد ولقطات  منتقاة من أعماله التي تركت بصمتها في السينما العالمية على غرار فيلم "الختم  السابع" (The seventh seal) الذي أنتج عام 1957 ويتناول مسألة الحياة والموت. ويعتبر الكثير من النقاد في السينما أن هذا الفيلم من أكثر الأفلام تأثيراً.

وقد سطرت سفارة السويد بالجزائر بهذه المناسبة برنامجا سينمائيا بالتعاون مع  وزارة الثقافة يشمل دورة من العروض الاستعادية لمجموعة من أشهر أفلام برغمان  (1918-2007) إلى جانب معرض يتشكل من لوحات وصور للمخرج وعدد من أعماله تبرز أهم  محطات حياة المخرج ومساره ونبذة عن أفلامه.

وتدخل هذه التظاهرة في إطار احتفالية تنظمها السويد في عديد البلدان تكريما لهذه الأيقونة التي أعطت بعدا آخر للفن السابع من خلال التركيز على  الأحاسيس والروحانيات.

وسيتم بهذا الشأن عرض أكثر من 10 أفلام لبرغمان في الفترة ما بين 30 سبتمبر و 6 أكتوبر في قاعتي ابن زيدون ومتحف السينما. ومن بين الأفلام المبرمجة  "الفرولة البرية" (1957) و"صراخ وهمس" (1972) و"برسونا" (1966) و"من خلال  المرآة 196"(1961) و"خريف سوناتا" (1958) و"فاني والكسندر" (1982 )  و"سارابوند (2003)". كما سيقام معرض ببهو متحف السينما طيلة أيام العرض.

وقد أبرزت سفيرة السويد بالجزائر السيدة ماري كلير سواند كابرا (Marie Claire  Swand Capra) في كلمة بمناسبة افتتاح هذه التظاهرة "تميز هذا المخرج العالمي  الذي ترك بصمته في الفن السابع "مذكرة بخصوصية عمله وبحثه الدائم  عن الحقيقة من خلال ما قدمه من أفلام.

وذكرت في هذا المنوال بغزارة أعماله سواء في السينما أو المسرح إلى جانب  كتاباته.

واعتبر وزير الثقافة في رسالة قرأها نيابة عنه الامين العام للوزارة أن" انغمار برغمان يعد من أكبر سينمائيي القرن الماضي "وأن أعماله ستبقى "علامات  مميزة في تاريخ السينما ومرجعية للاجيال"، ينتمي إنغمار برغمان المولود في 14 جويلية 1918 إلى الجيل الثالث من  السينمائيين العظماء في السينما العالمية على غرار جون فورد وأورسون ويلز  وأنطونيوني وفيلليني وفيسكونتي.

وقال عنه النقاد إنه أوّل مخرج ينقل السينما من مجال الانشغال بتنسيق وترتيب  الصور بحثا عن دلالات بصرية وفكرية معينة إلى مجال البحث عمّا يكمن تحت الصورة  من دلالات فلسفية ونفسية عميقة، حيث اشتغل كثيرا على الذات معتمدا الفلسفة  الوجودية في مسعاه.

وكان برغمان أوّل من أدخل القضايا والمواضيع الذهنية والفلسفية المجردة إلى  مجال هذا الفن البصري، فهو دائم البحث في أفلامه في قضايا الزمن وحتميّة الموت  والمصير الإنساني وكوميديا الحيرة الإنسانية وطبيعة الشر، الأنانية الإنسانية، وقيمة الفنّ، والمرأة في حياة الرجل، والرجل في حياة المرأة.

ودرس برغمان الأدب والرسم في جامعة ستوكهولم وكانت له نشاطات مسرحية. ثم  التحق عقب تخرّجه بالعمل في مسرح ستوكهولم كمخرج وكتب خلال تلك الفترة بعض  المسرحيات والروايات والقصص القصيرة. وأخرج بيرغمان ما يزيد على ستين فيلماً وما يزيد على 170 عملاً مسرحيّاً ومعظم هذه الأعمال كان كتبها بنفسه. ناقشت أعماله قضايا جدلية عديدة مثل الموت  والمرض والإيمان والخيانة والكآبة والجنون.

وبالرغم من أن برغمان اشتهر بأعماله السينمائية، فإنه طوال حياته كان مخرجاً  مسرحيّاً نشطاً. وكان مديرا لمسرح مدينة مالمو في العام 1953 والعديد من  أبطال أفلامه كانوا أشخاصاً بدأ العمل معهم على المسرح.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي