الثقافي

"أيام قرطاج الموسيقية": في فضاء جديد

في ثمانينيات القرن الماضي، تأسّس "مهرجان الأغنية التونسية" قبل أن يتحوّل منذ سنة 2005 إلى "مهرجان الموسيقى التونسية"، ثم أقيم لأول مرة باسم "أيام قرطاج الموسيقية" في كانون الأول/ ديسمبر 2010، والتي توقفت إثر الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد في العام التالي، وعادت إلى الانتظام في دورتها الثانية عام 2015.

تحت شعار "المكان للجميع"، تنطلق على خشبة مسرح الأوبرا في "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة، فعاليات الدورة الخامسة من التظاهرة التي تتواصل حتى السادس من الشهر المقبل، وتتوجه بشكل أساسي إلى "أصحاب المشاريع الجديدة"، بحسب المنظّمين.

تُفتتح العروض بحفل لعازف الكمان التونسي زياد الزواري الذي أطلق مؤخراً ألبومه "طريق المقام" ويمزج فيه موسيقى وإيقاعات هندية وتركية وأفريقية، وتُختتم بتكريم الفنان حسن الدهماني (1969 – 2018) الذي رحل الشهر الماضي، في حفل من إعداد وتنفيذ الملحن عبد الرحمان العيادي.يتضمن البرنامج حفلات موسيقية يقدّمها الملحن ومؤلّف أغاني الأطفال السوري طارق العربي طرقان، والأميركي لاكي بيترسون الذي يؤدي على الغيتار والكيبوردز مقطوعات البلوز والسول والغوسبل، وعازف الكمان التركي مراد ساكاريالي، إلى جانب عرض موسيقي راقص بعنوان "تريو بوليود" من الهند، كما سيقدم الثنائي التونسي أوراكل وعلاء موسيقى الهيب هوب في حفلهما المشرتك في الرابع من الشهر المقبل.

ويتنافس أربعة وستون موسيقياً على جوائز المهرجان التي تتوزّع على مسابقات عدّة، الأولى مخصصة للأطفال والثانية للتميز في العزف، والثالثة للمجموعات الموسيقية، إلى جانب مسابقة الهيب هوب، والموسيقى الالكترونية، والموسيقى التقليدية التونسية.

ضمن مسابقة الموسيقى التقليدية، يشارك عدد من نزلاء السجن المدني في برج الرومي في عرض يقدّم في الثاني من الشهر المقبل بعنوان "الزندالي، أغانٍ من وراء القضبان" الذي وضع تصوّره ووزّعه الموسيقي والمخرج المسرحي ظافر غريسة كمحصلة "بحث فني في موسيقى السجون في تونس عبر مختلف الحقبات التي أرخت للقمع والاضطهاد بدءاً من النظام البورقيبي ومروراً بسنوات الجمر في حكم بن علي ووصولاً إلى حقبة الفوضى الحالية، في عملية نبش في الذاكرة، في ذاكرة أولئك المنسيين وراء القضبان الحديدية، المنبوذين من المجتمع والسلطة على حد سواء"، وفق تصريح لمخرج العمل إلى "العربي الجديد.

على مدار ثلاثة أيام، تنتظم موائد مستديرة حول نموذج تمويل المشاريع الفنية الموسيقية، وإنشاء الرابطة الرقمية للتطوير الفني، والحوكمة الرشيدة في الثقافة، ويُقام ملتقى دولي حول آلة العود بمشاركة مختصين وعازفين، إلى جانب صالون الصناعات الموسيقية الذي يمثل فرصة للتلاقي بين الفنانين والمنتجين ومديري المهرجانات وغيرهم من المعنيين بالموسيقى، وأضيفت أيضاً عروض الخرجة الصوفية في هذه الدورة التي تتوزّع على جميع المدن التونسية.

 

من نفس القسم الثقافي