الثقافي

"الأمير إيغور": أوبرا البطل المهزوم

رغم اختلاف المؤرخّين حول شخصيته اليوم

تشكّل سيرة الأمير السلافي إيغور سفياتوسلافيتش الذي عاش في القرن الثاني عشر إحدى الأساطير المؤسّسة في الثقافة الروسية، رغم اختلاف المؤرخّين حول شخصيته اليوم؛ حيث يعتبرهم بعضهم أحد الأبطال الذين صنعوا أمجاد بلادهم، بينما يصمه آخرون بالتهوّر وافتقاد الحكمة.

تعدّدت أيضاً زاوية النظر إلى رمزيته في الأعمال الروائية والمسرحية التي كُتبت حولها، وربما من أبرزها الأوبرا التي ألّفها الموسيقار الروسي ألكسندر بورودين (1833 - 1887)، والتي تتناول المعارك الخاسرة التي خاضها الأمير وانتهت إلى فقدان الأرض الروسية استقلالها.

يتكوّن العمل الذي تقدّمه فرقة أوركسترا وجوقة وباليه "مسرح ماريينسكي" القادمة من مدينة سانت بطرسبرغ بقيادة فاليري غيرغييف، عند السابعة من مساء بعد غدٍ الخميس في "دار الأوبرا السلطانية" في مسقط، من أربعة فصول ومقدّمة موسيقية، وقد عرضتها الفرقة للمرة الأولى عام 1890 بعد ثلاثة أعوام على رحيل مؤلّفها.

تدور أحداث العرض حول الأمير المهزوم الذي يقع أسيراً في يد أعدائه البولفتسيين الذين يتزّعمهم الخان كونتشياك؛ حيث يتعرّض هناك إلى الخطر ويصرخ صرخته الشهيرة "امنحوني الحرية لأطهّر نفسي من المهانة"، فيمضي سنوات عديدة قبل أن ينال حريته.

بقدر ما يتناول العمل الأوبرالي، الذي بُني على إحدى القصائد الملحمية، الحروب والمعارك والخيانات والدسائس التي سادت في تلك المرحلة مع تصاعد نزعات عدوانية وانفصالية لأمراء مناطق عديدة عند أطراف روسيا، فهو يغوص في الوقت نفسه داخل أعماق إيغور ويُصوّر تمزقاته وشكوكه، مبرّراً حتى هزيمته.

في الفصلين الثاني والثالث، يقع فلاديمير ابن الأمير والذي سجن مع والده أيضاً، في غرام ابنة كونتشياك، زعيم البولفتسيين، فتتصارع داخله مشاعر الهوى ووطنيته المجروحة، وفي الفصل الرابع والأخير يعود إيغور إلى مدينة بولتافا، ويستقبله شعبه استقبال الأبطال.

يُدرك الأمير في نهاية العمل أنه لم يستطع أن يقدّر قوة خصومه بسبب حاشيته التي كانت تضلّله، بل وكانت تمارس الظلم والفساد اللذين ساهما في إضعاف معنويات الشعب وسقوطه في الهزيمة، لذلك سعى عند عودته إلى معاقبة أعوانه عبر التخلّص من أقربائه الفاسدين.

 

من نفس القسم الثقافي