الثقافي

إسماعيل فهد إسماعيل: "بعيداً.. إلى هنا"

يعد أحدَ المؤسّسين لحداثة السرد في بلاده

يُعدّ القاص والروائي الكويتي، إسماعيل فهد إسماعيل (1941 - 2018)، الذي رحل أمس، أحدَ المؤسّسين لحداثة السرد في بلاده، خلافاً لتجارب كويتية أُخرى ظهرت منذ نهاية أربعينات القرن الماضي واتّسمت بالتقليدية ولم تلق رواجاً في البلاد العربية.

وُلد في في البصرة من أب كويتي وأم عراقية، وحاز شهادة جامعية في الأدب والنقد من "المعهد العالي للفنون المسرحية" في الكويت، وعمل في مجال التدريس وإدارة الوسائل التعليمية، كما أدار شركة للإنتاج الفني، وكانت بداياته بـ مجموعة قصصية تحمل عنوان "البقعة الداكنة" صدرت عام 1965.

مثل كثيرين من أبناء جيله، تأثّر إسماعيل بالتيارات اليسارية التي سادت في تلك الحقبة وتبنّى أفكارها وأحلامها بالوحدة والاشتراكية والعدالة الاجتماعية، لتُشكّل هزيمة حزيران/ يونيو عام 1967 محطّة فاصلة في حياته؛ إذ طغت عليه الأسئلة والحيرة والشعور بالاغتراب بدلاً من ثوابت آمن بها كأنها اليقين، كما يقول في إحدى مقابلاته الصحافية.

أصدر روايته الأولى "كانت السماء زرقاء" سنة 1970 والتي كانت بمثابة عتبة وصوله إلى المتلقّي العربي، وتتالت أعماله الروائية والقصصية والمسرحية، والتي غلبت عليها المضامين السياسية والاجتماعية من خلال رصده علاقة الفرد بالسلطة وقمعها في روايته "المستنقعات الضوئية" (1971)، أو في تتبّعه تداعيات نكسة حزيران في "ملفّ الحادثة 67"، أو في رصد الحرب الأهلية اللبنانية في "الشياح" (1975).

مثّلت الاستعادات التاريخية أحد المصادر الأساسية في أعمال إسماعيل الذي تتبّع مسيرة المقاومة الفلسطينية واستحضر أبطالها في أكثر من رواية، وكلك التحوّلات الاجتماعية والسياسية في مصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، فأتت الأحداث والشخصيات والمونولوغات الداخلية وليدة بحث تاريخي وسيكولوجي، ولم يغب البناء المسرحي فيها بفعل تأثّره بدراسته الأكاديمية.

قبل رحيله بيوم واحد، شارك صاحب "الحياة وجه آخر" (1996) في ندوة أقيمت خلال افتتاح "الموسم الثامن للملتقى الثقافي" في العاصمة الكويتية حول روايته "صندوق أسود آخر"، والتي كانت أخر أعماله وتناول فيها قضية البدون في بلده.

يُذكر أن إسماعيل فهد إسماعيل أصدر العديد من الأعمال القصصية؛ منها: "الأقفاص واللغة المشتركة" (1974)، وصدر له في الرواية: "النيل الطعم والرائحة" (1989)، و"الشمس في برج الحوت" (1996)، و"بعيداً.. إلى هنا" (1997)، و"سماء نائية" (2000)، وفي المسرح: "النص" (1982) و"للحدث بقية ابن زيدون" (2008)، إلى جانب دراسات مثل: "القصة العربية في الكويت" (1977)، و"الفعل الدرامي ونقيضه" (1978).

 

من نفس القسم الثقافي