الثقافي
جثمان الفنان رشيد طه يوارى الثرى بمقبرة خروف بمدينة سيق
حزن عميق يخيم على أصدقاء وأقارب الفنان الراحل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 سبتمبر 2018
ووري الثرى بعد صلاة الجمعة الماضية بمقبرة خروف ببلدية سيق (معسكر) جثمان الفنان الراحل رشيد طه الذي توفي بفرنسا على اثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 59 سنة، وجرت مراسم دفن الراحل رشيد طه بحضور والي معسكر و القنصل العام لفرنسا بوهران و المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة و كذا ممثلين عن السلطات العمومية وعدد من الفنانين و المواطنين.
وتم تشييع جنازة الفنان الراحل من بيته العائلي بحي "زغلول" نحو مقبرة خروف وسط حزن كبير لدى أقارب الفقيد وجيرانه و الأسرة الفنية التي جاءت من مختلف ولايات الوطن وعدد كبير من سكان مدينة سيق الذين ألقوا النظرة الأخيرة على الفقيد بمنزله العائلي خاصة وأنه ظل رغم إقامته بفرنسا قريبا منهم و يسأل عنهم ويزورهم كل مرة يأتي إلى الجزائر حسب عدد من الشهادات.
ولد المرحوم رشيد طه يوم 18 سبتمبر 1958 بمدينة سيق لعائلة عريقة من ذات المدينة وانتقل إلى رفقة عائلته إلى فرنسا في سنة 1971 حيث برز في المجال الفني و أثرى الموسيقى العالمية الراي و أدى طبوعا موسيقية أخرى على غرار الشعبي و التكنو و الروك و البانك فضلا عن تجسيده أدوار في مسلسلات تلفزيونية.
أبدى أقارب و أصدقاء الفنان الراحل رشيد طه حزنهم العميق على فقدان "الفنان الوطني المتواضع" كما أجمعوا على وصفه، وكان أكثر الناس تأثرا بوفاة الفقيد رشيد طه والده علي الشريف الذي أكد في تصريح لوأج، أن ابنه "ظل مصدر فخر و اعتزاز له ليس لمكانته في الوسط الفني فقط بل حتى بين أقاربه و أصدقائه و جيرانه بمدينة سيق أين ولد سنة 1958 و ترعرع قبل أن يغادر معه إلى فرنسا سنة 1971".
وقال علي الشريف أن ابنه تميز "بوطنية جعلته يتمسك بالجنسية الجزائرية و يرفض كل العروض للحصول على جنسية أجنبية و بينها الجنسية الفرنسية (البلد الذي عاش فيه 47 سنة) و هو ما جعله يحظى بالاحترام و محبة كبيرتين بين أقاربه وأصدقاء طفولته الذين ظل على تواصل معهم و يزورهم و يسأل عنهم في كل مرة يزور الجزائر".
وقال ابنه الوحيد إلياس أنه شاهد على مدى سنوات طويلة عن كثب حب أبيه الفنان لوطنه و كيف كان يعتز بانتمائه للجزائر من خلال أدائه للأغاني التراثية الوطنية و سعيه لإيصالها إلى العالمية و هو الأمر الذي جعله يقرر دفنه بالجزائر و بمدينة سيق عندما سئل عن ذلك.
من جهته أثنى المطرب الشاب قديرو على الفقيد رشيد طه الذي "تميز بتواضع شديد و رغبة دائمة في مد يد المساعدة حيث التقاه لمرة واحدة فقط إلا أنه أحس أنه يعرفه منذ سنين بسبب الاستعداد الذي أبداه الفقيد لمساعدته في المجال الفني بكل تواضع".
وأضاف نفس المتحدث أن الجزائر فقدت في وفاة المرحوم رشيد طه "فنانا متميزا يصعب تعويضه و ساهم في خدمة الفن الجزائري و ترقيته من خلال أدائه لأغاني من التراث الشعبي التي ترمز لعمق الثقافة الجزائرية و أصالتها".
ونوه المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة علي بن الشيخ الحسين الذي حضر إلى مدينة سيق بولاية معسكر رفقة وفد من الفنانين الجزائريين للمشاركة في تشييع جنازة الفقيد بـ "خصال و وطنية رشيد طه الذي أظهر تمسكا بجزائريته إلى أبعد الحدود و رفض كل المغريات للتخلي عنها".
وأضاف ذات المسؤول أن حضوره رفقة وفد الفنانين الجزائريين تشييع جنازة الراحل "اعتراف منهم بالقيمة الفنية الكبيرة التي تميز بها الراحل و القيم التي دافع عنها سواء من خلال أدائه الفني أو مواقفه التي عبر عنها من خلال كل الوسائل".
وقد توفي المرحوم ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بفرنسا بعد أزمة قلبية و تم نقله مساء أمس الخميس إلى مطار وهران ثم مدينة سيق حيث تم دفنه.
مريم. ع