الثقافي

"الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيّلة".. حلقة نقاشية

عقد "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" (فرع بيروت) مؤخرا حلقة نقاشية حول كتاب المفكر العربي عزمي بشارة "الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة"، الصادر عن المركز في آذار/مارس الماضي، والذي تناول فيه ظاهرتي الطائفة والطائفية بمنهج متداخل التخصصات، حاول فيه تطوير نظرية في الطائفة والطائفية من خلال دراسة مقارنة لتاريخ هاتين الظاهرتين.

افتتح الحلقة الأكاديمي خالد زيادة، مدير فرع "المركز العربي" في بيروت، منوّهاً بأهمية الموضوع والمفاهيم التي يتطرّق إليها، فضلاً عن غناه في ما يشتمل عليه من تفكيك لمفهوم الطائفة والطائفية، وعرض لتجارب العديد من الدول التي عرفت هذه الظاهرة.

وتحدثت الكاتبة والباحثة دلال البزري، فاعتبرت أن بشارة غاص بكتابه في دهاليز الطائفة والطائفية، وأغناه بكثير من التفاصيل والتشعبات "التي تستفز العقل"، لما يحتويه من "وصف معمّق لتضاريس الطائفية". واعتبرت أن الطائفية السياسية نتاج التثاقف بين الطائفية والحداثة، وأن الطائفة هي "ابنة التفاعل السلبي بين الحداثة والطائفة"، نافية أن تكون ابنة التقليد.من الحلقة النقاشية

من ناحيته، أشاد الأكاديمي ساري حنفي، الأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت والرئيس الحالي للجمعية الدولية لعلم الاجتماع، بالرصانة الأكاديمية التي يتميّز بها العمل، ورأى أن المؤلف وُفّق في تفكيك نظرية المؤامرة التي اشتهر بها اليسار العربي باعتبار "الطائفية هي ظاهرة غريبة صنعها الاستعمار والإمبريالية الحديثة".

ووافقه في أنها "ظاهرة أصيلة في المجتمعات العربية قامت بتفعيلها الأنظمة العربية، وتيارات نشرت خطاب الكراهية ذا البعد الديني السياسي الشعبوي ضد أتباع الديانات والمذاهب الأخرى". واعتبر أن كتاب "الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة" طفرة في دراسة ظاهرة الطائفية وتعميق لدراسات مهمة بدأها مفكرون وباحثون عرب آخرون سبقوه إلى طرق هذه المسألة التي تعانيها الشعوب العربية.

أما الأستاذ الجامعي كريم المفتي المتخصص في العلوم السياسية، فاعتبر أن العمل على مفهوم الطائفة، سواء أكانت حقيقة أم متخيلة، أمر شغل العالم منذ أمد بعيد. وهو موضوع تضرب جذوره في تاريخ البشرية آلاف السنين. وعاد بأصل المفهوم إلى زمن الإمبراطورية الرومانية والدول – المدن الإغريقية. وعمد إلى تفكيك المفهوم بدلالته السياسية المتعددة.

واعتبر أن "الطوائف تقول إنها تؤمن بالوطن، لكنها في الواقع تميل إلى تكريس مشاريع إثنية وقومية تذكرنا بقوميات القرن التاسع عشر في أوروبا". وتطرق في حديثه إلى ما يسمى بالديمقراطية التوافقية في لبنان التي كرّست المحاصصة على أساس الطائفة.

من ناحيتها، ركزت الباحثة مارلين نصر، المتخصّصة في علم الاجتماع، في مداخلتها على أهمية موضوع الكتاب، نافية في الوقت عينه أن تكون الطائفة شأناً متخيّلاً، ومؤكدة أن الطائفة وُجدت مع نشوء المدن وقبل نشوء الأديان. وساقت في استدلالها أمثلة عدة، منها أن الطائفة نشأت مع المهن والحرف، وتطرّقت إلى كيفية دخول المفهوم المذهبي والديني وانتفاء المفهوم الحرفي والمهني عنه. وانتهت الندوة بمناقشة شارك فيها الحاضرون.

 

من نفس القسم الثقافي