الثقافي

"أفكار غناسيقية" لـ حسين الأعظمي : تاريخ المقام وتطوّره

على الرفّ

 

يواصل الباحث والموسيقي العراقي حسين الأعظمي (1952) بحثه المعمّق حول تاريخ المقام في بلاده ومقارباته لأهم المدارس والاتجاهات التي سعت إلى تجديد الموسيقى العربية خلال القرن الماضي، إلى جانب عمله في التدريس الأكاديمي لأكثر من ثلاثين عاماً.

"أفكار غناسيقية" عنوان الجزء الأول من كتابه الجديد الذي يقام حفل إشهاره عند السادسة والنصف من مساء اليوم الإثنين في "مؤسسة عبد الحميد شومان" في عمّان، والذي يشارك فيه الأكاديمي العراقي مجيد السامرائي، ويدير الحوار أستاذ الموسيقى الأردني محمد غوانمة، ويليه عزف للفنان لبعض التطبيقات والنماذج الواردة في الكتاب.

يتناول المؤلّف بنية الغناء والموسيقى في العالم العربي، وفن المقام بشكل خاص، خصوصاً أنه عاصر جيلاً من الفنانين العمالقة العرب والعراقيين، واطلع من قرب على تجاربهم، ويحاول المرور على مسارات تطوره، وما طرأ عليه من ابتكار واستحداث اختلف عن الأشكال السائدة والمعروفة، من خلال مجموعة بحوث ودراسات قدّمها في مؤتمرات الموسيقى العربية في "دار الأوبرا المصرية".

في كتبه السابقة يقدّم الأعظمي دراسات منهجية تحليلية فنية ونقدية تقترب للأسلوب الأثنوموزيكولوجي، عبر تحليل الغناء الموسيقي وعلاقته بالمجتمع والثقافة والحضارة والإنسان والبيئة المحيطة، مشيراً إلى أن الصراع الذي احتدم بين طرق الأداء "الغناسيمقامي" في الثلاثينيات ساهم في تغيير حقبة ثقافية بأكملها، إذ مثّل تمرّداً ضد التقاليد التي تكاد تكون ثابتة تماماً، يطغى عليها الركود مع أنها مقبولة اجتماعياً.

يرى الباحث أن "هذا الصراع رسم صورة لبداية جديدة لتيار الرومنتيكية في النصف الأول من القرن العشرين في العراق وبلدان أخرى، واتسم في فترة بالفوضى والغموض في التطلعات والأفكار وظهور بعض النزعات الرومانتيكية، لكنها أخذت مسارها الصحيح واستقر الأمر إلى تجديد في ألحانه وتطوّر في أدائه على يد الموسيقي العراقي الراحل محمد القبانجي (1889 - 1988).

وضع الأعظمي العديد من الدراسات والأبحاث؛ من بينها "المقام العراقي بأصوات النساء" وفيه تتبع سيرة أبرز المطربات العراقيات بالنقد والتحليل مثل سليمة مراد (1900 – 1974)، وفرجة بنت عباس (1909 – 1969)، وسلطانة يوسف (1910 – 1995)، وزهور حسين (1924 – 1964).كما ألّف "المقام العراقي بين طريقتين: دراسة موسيقية لفترة الصراع خلال القرن العشرين"، و"الطريقة القبانجية وأتباعها"، ولديه مخطوطات لم تصدر بعد مثل مذكراته التي تحمل عنوان "ربع قرن مع منير بشير"، و"من ذاكرة أسفاري"، و"حكايات ذاكرة صورية".

من نفس القسم الثقافي