رياضة
الجزائريون متفائلون بقدرة بلماضي على قيادة الخضر إلى بر الأمان
بعد التعادل الذي عاد به المنتخب الوطني من غامبيا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 سبتمبر 2018
يعيش المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم أيّاماً عصيبة. المنتخب الّذي قدّم بطولة كأس عالم مشرّفة في البرازيل عام 2014، يبدو اليوم فاقداً للتوازن بنحو كبير، خاصة مع المشاكل الكثيرة التي تمرّ بها الكرة الجزائرية على مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. في تحديها الجديد خلال تصفيات كأس أمم إفريقيا المقررة العام المقبل في الكاميرون، واكتفى المنتخب الوطني الجزائري بقيادة الناخب الوطني الجديد جمال بلماضي بالتعادل مع مضيفه غامبيا 1-1 ضمن تصفيات المجموعة الرابعة للبطولة، بعد أن فشل في الحفاظ على تقدّمه في الدّقيقة الـ 47. صحيح أنّ المنتخب الوطني لا يزال يتصدّر المجموعة، إلّا أنّه لم يضمن التّأهّل بعد، فهو يمتلك أربع نقاط من مباراتين، بفوز على الطوغو والتعادل مع غامبيا. المشكلة ذاتها منذ نحو سنتين تتكرر في المنتخب الوطني الجزائري، فالروح القتالية غائبة عن اللاعبين، والمستوى الفني ضعيف جداً. حتى إن المدرب الجديد جمال بلماضي لم يُظهر فلسفته على المنتخب بعد، والدفاع المنتخب الوطني الجزائري يبدو في أسوأ أوضاعه منذ سنوات. المدرب مطالب من قبل الجماهير واللاعبين والفاف على حد سواء، بتصحيح الأمور قبل مباراة بنين على أرضية ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ومن ثم خارج قواعده خلال الأسبوعين المقبلين. جيلٌ موهوب للجزائريّين، يفشل نتيجة سوء الإدارة الفنيّة للفريق، ما جعل فرحة الجزائريين هي الضحية الأولى لإخفاق الفاف. وهذه الجماهير تأمل في معالجة المشاكل الفنيّة والإدارية داخل المنتخب في أقرب وقتٍ، للاستفادة من جيلٍ استثنائي لا يملك الكثير من الوقت.ففي الفترة الأخيرة، شهدت كرة القدم الجزائرية تغييرات كبيرة، بعد المشاكل التي عصفت بالمنتخب والاتحادية، وأدّت إلى تراجع كبير في أداء الخضر، دون إغفال الصراعات التي تشهدها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة. فمحاربو الصحراء افتقدوا لحاسّة الفوز، وابتعدوا عن طريق الانتصارات إفريقيّاً ودولياً. وبدأ مشروع البناء للمنتخب الوطني الجزائري بالتعاقد مع المدرّب البوسني وحيد حااليلوزيتش، الّذي استطاع في غضون سنوات قليلة أن يبني منظومة متينة من خيرة المواهب الجزائريّة التي تلعب في أفضل الدوريات العالمية، وهو جيلٍ يعدّ الأبرز في تاريخ كرة القدم الجزائرية. في بداية مشوار حاليلوزيتش فشل المنتخب بالذهاب بعيداً في بطولة الأمم الإفريقية لعام 2013، لكن الفاف ظلّت الاتّحاد مؤمنة بمستقبل المنتخب تحت إمرته، وذلك بعد أن لمس أعضاء الاتّحادية الجزائرية لكرة القدم مدى التّحسّن الفنّي للّاعبين، ورغبتهم في إبقاء المدرّب على رأس الجهاز الفني. وبعد تجديد الثّقة، بدأ مشوار النّجاح الباهر للمنتخب، فاستطاع التأهّل إلى بطولة العالم بعد مستوى مميّز في التّصفيات، وتكرّر النّجاح مجدّداً بعد أن صعد المنتخب ثانياً من مجموعته، برفقة بلجيكا على حساب كلّ من روسيا وكوريا الجنوبيّة، بكتيبة من اللّاعبين الشّباب استطاعوا إبهار العالم بمباريات رائعة، والتأهل لأول مرة في تاريخهم إلى دور ثُمن النهائي، حيث خسروا أمام ألمانيا بنتيجة 2-1، في مباراة أحرجوا خلالها بطل العالم.وعرضت الاتحادية الجزائرية على حاليلوزيتش تجديد عقده، ولكنه فضّل الرحيل في مُفاجأة لم يكن يتوقعها أكثر المتشائمين. وحينها أعاد قراره إلى ظروف عائلية، والبحث عن تحدٍّ رياضي جديد. بعده جاء الفرنسي غوركوف، وبدأ مشواره بصورة ناجحة، وتأهل إلى الدور الثاني من كأس الأمم الإفريقية 2015، لكنّه أقيل بعدها بفترة قصيرة للضّعف الواضح في الدّفاع، فعيّنت الإدارة خلفاً له الصربي ميلوفان راييفاتش، الذي تألّق في كأس العالم 2010 مع غينيا بعد أن أوصلهم إلى ربع النهائي، ولكنه لم ينجح بالوصول مع لاعبيه إلى كاس العالم في روسيا. وأقيل المدرّب بعد مشاكل كبيرة بينه وبين اللاعبين في غرف الملابس، وبدا مستقبل المنتخب غامضاً. بعد رايفاتش تعاقدت الاتحادية الجزائرية مع البلجيكي جورج ليكنس الذي خرج بفضيحة من كأس الأمم الإفريقية 2017 من الدور الأول، ثم الإسباني لوكاس ألكاراز. لكنّ التبديل المستمر للمدرّبين لم يكن هو الحلّ، إذ كثرت المشاكل داخل غرف الملابس، وتراجعت النّتائج كثيراً، ما شكّل خيبة أمل كبيرة انسحبت على الجماهير الجزائرية. وكانت فترة رابح ماجر مع المنتخب كمدرب كارثيّة بأتم معنى الكلمة، بعد أن خرجت مشاكل المنتخب الوطني الجزائري إلى الإعلام، وبدت الأمور فوضويّة بنحو غير مسبوق.مرحلة جديدة بدأت مع بلماضي، والمدرب مطالب بتصحيح الأمور وإعادة الروح للاعبين، وهذا الأهم، لكي تعود الجزائر إلى موقعها الطبيعي بين كبار إفريقيا,وهو ما يتمناه الجمهور الجزائري الذي يعشق رياضة كرة القدم حتى النخاع.
أنيس.ل