الثقافي
: افتتاح يوم الخميس لمهرجان "احكي-فنون" بتيزي وزو
احياء التضامن الاجتماعي من خلال التجند
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 جولية 2018
افتتح سهرة الخميس إلى الجمعة الطبعة ال15 لمهرجان "احكي-فنون" بقرية تيفردود الواقعة على بعد حوالي 70 كلم جنوب شرق تيزي وزو و تتواصل لمدة اسبوع تكريسا لاستمرارية مبادرة "ديناميكية التزام المواطنة" التي تم اطلاقها منذ 14 سنة، و قد أضحى لهذه التظاهرة التي انتظمت أولى طبعاتها عام 2004, سمعة و تأثير لا يستهان بهما بكل المنطقة و حتى خارجها وفق ما يراه عديد الملاحظين و الفاعلين في الساحة الثقافية المحلية.
و يتميز برنامج هذه الطبعة بتخصيص يوم للتعريف بالقرية المستضيفة لها لدى الجمهور العريض, و هي المبادرة التي أريد بها تلخيص هدف المهرجان المتمثل في" المواطنة التشاركية الحقة".
إذ أكد مطرف حسان -احد الأعضاء المؤسسين لهذه المهرجان- في هذا الشأن عن "اتخاذ هذا القرار المتعلق بتخصيص يوم للقرية المستضيفة للمهرجان ابتداءا من هذه الطبعة ال15 لغرض التعريف بها (القرية) و بمميزاتها تماشيا مع مبدأ المهرجان المتمثل في" المواطنة التشاركية" الذي كان من بين "أولى الأهداف التي دفعت بنا إلى إطلاق هذا المهرجان " كما أضاف.
و نوه مطرف ب "تبني المواطنين و القرى لهذا المبدأ من خلال مساهمتهم غير المشروطة في تنظيم التظاهرة" مبرزا أن المهرجان" لم يعد ملكا للذين اسسو له بل لكل الذين يساهمون فيه".
و بخصوص إمكانية "تصدير المهرجان "الى منطقة أخرى أكد ذات المسؤول ان الأمر ليس بيد المنظمين له لان التظاهرة" لا وصاية لها " مؤكدا أن الامر يتعلق بتبني الفكرة من طرف مجموعة من الفاعلين المحليين كي يصبح لكل منطقة و ولاية مهرجانها الخاص بها.
من جهته يرى محمد سالم سدالي و هو عضو في لجنة قرية" تيفردود" و منسق لجنة تنظيم هذه الطبعة أن المهرجان في حد ذاته " فرصة لترقية المواطنة" كونه يستلزم مشاركة واسعة مفيدا في ذات الوقت أن فكرة تنظيم المهرجان غير منبثقة عن جائزة أنظف قرية التي عادت لقرية "تيفردود" عام 2017 بل هي استمرارية -كما قال - للأهداف المسطرة .
و أضاف : "جائزة 2017 كانت محفزا بالنسبة لنا من اجل مواصلة العمل وبالتالي استضافة المهرجان الذي كانت بديهية بالنسبة لنا كونها مسجلة ضمن أهدافنا". و استرسل السيد سدالي موضحا أننا "حققنا هدفنا الأول المتمثل في العيش في إطار نظيف و مريح "و كان علينا تدعيمه بشيء أخر يجلب لنا رغد العيش و كفيل بضمان استمرارية روح التضامن التي توصلنا إليها". الهدف من هذا المهرجان هو "ترقية العيش معا" و التفكير في تنظيم مشاريع مستقبلية مشتركة سيما بالنسبة لجيل الشباب الذين لم يعيشوا روح التضامن العريقة التي كانت تسود في مجتمعنا في الماضيي حسب تأكيد المتحدث.
و يرى يوغرطة نقموش و هو مختص في علم الانتروبولوجيا و مدير مذكرات بجامعة مولود معمري بتيزي وزو أن " المهرجان طريقة لإحياء التضامن الاجتماعي من خلال تجند الكل من اجل عمل مشترك".
و يعتبر أن مثل هذه الفكرة من شانها "إصلاح" ما تم فقدانه بسبب عوامل عدة بدءا بالاستعمار و مرورا بكل ما عاشه مجتمعنا منذ الاستقلال.
و واصل بالقول انه من "الضروري إعادة إحياء العلاقات داخل المجتمع بعد استعادتنا للسلم الاجتماعي" معتبرا أن "الفرصة سانحة بالنسبة للمجتمع من خلال هذه المهرجان الذي يعد تظاهرة للفرحة و البهجةي من خلال تكريس ديناميكية الالتزام من اجل عمل جماعي و بالتالي استعادة العلاقة المنقطعة ما بين الأجيال.
مريم. ع