الثقافي

لخضر بن تركي يستعطف معارفه للضغط على الوزير ميهوبي وللبقاء

لم يهضم قرار استبعاده من مهرجانيي تيمقاد وجميلة

يبدو أن إعلان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي تنصيب الفنانين خالد مهناوي ويوسف بوخنتاش على رأسي مهرجانيي تيمقاد وجميلة خلفا لمدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، نزل كالصاعقة على هذا الأخير الذي لم يستوعب إنهاء مهامه الإدارية لأكبر مهرجانيين غنائيين في الجزائر.

 

مصادر مطلعة أكدت لنا أن لخضر بن تركي يحاول منذ لحظة إعلان القرار السعي في كل الاتجاهات الممكنة لدفع الوزير ميهوبي إلى مراجعته وتثبيته في هذين المنصبين الإضافيين لمنصبه الرئيسي كمدير للديوان منذ أكثر من 20 سنة، ويبدو أن سلطة إدارة ميزانيات ضخمة هي التي تدفع بن تركي للاستماتة في البقاء، حيث تشير الإحصاءات أن المهرجانيين معا كلفا الخزينة العمومية مبالغ ضخمة قدرت بحوالي 1000 مليار سنتيم خلال العشر سنوات الماضية، أي أن كل مهرجان كان يكلف 50 مليار في السنة!

الأرقام المذكورة كانت محل نقد إعلامي وجماهيري شديد جدا، لأنها كانت توجه في الغالب إلى فنانين أجانب منهم الذي يحظى بجماهيرية تبرر أجره المرتفع، ومنه الذي غنى في مواجهة مدرجات خاوية على عروشها، وكثيرا ما كانت هذه السياسة محل شكوى من الفنانين الجزائريين، وبشكل خاص النجمة فلة عبابسة، التي واجهت بن تركي بجرأة مرارا وتكرارا بسبب تهميشه المتعمد لها، عكس عدد كبير من الفنانين الذين كانوا يخافون من نفوذه وسياسة العقاب والحرمان من المشاركة في الفعاليات الثقافية. فلة عبابسة التي تلقب بمطربة الملوك والأمراء نظرا لشهرتها الواسعة في المشرق، اتهمت بن تركي باستخدام سلطته في استبعادها من المشاركات الفنية في الجزائر، ما دفعها إلى إعلان اعتزالها باكية على حال الفنان الجزائري الذي يهمشه أمثال هذا الأخير!

مظهر المدرجات الفارغة خلال السنوات القليلة الماضية جعل رواد شبكات التواصل الاجتماعي يتساءلون عن سبب تهميش الفنان المحلي رغم أجره الضعيف مقارنة مع الفنان الأجنبي، وقدرته على اجتذاب جمهور الشباب والعائلات. وهو نفس موقف الوزير ميهوبي الذي انتقد في لقاءات صحفية سياسة استقدام فنانين أجانب، وأعلن أنه وجه تعليمات بضرورة التوقف عن إقصاء الفنان المحلي، واقتصار المهرجانات على الفنانين الجزائريين. قرار أعجب الجميع على ما يبدو إلا بن تركي، الذي تجاهل التحفظات العلنية للوزير لينتهي به الأمر خارج إدارة جميلة وتيمقاد.

بن تركي المعروف بنفوذه القوي، لم يكن يتصور أن ميهوبي يستطيع الإقدام على خطوة مماثلة، ومع صدمة القرار أكدت مصادرنا أنه حاول استرضاء الوزير وثنيه عن إدخال القرار حيز النفاذ الرسمي باللجوء إلى وساطات رفضها ميهوبي بشكل قاطع، قبل أن يلجأ كحل أخير –تضيف مصادرنا-إلى مسؤول سام جدا تربطه بالوزير علاقة طيبة من أجل إحراجه ودفعه للتراجع.

الغريب أنه بخلاف عدد من المواقع الالكترونية التي لا يعرف لها اهتمام محدد وواضح بقطاع الثقافة، تعاملت الصحافة المكتوبة والمرئية مع الخبر بتجاهل تام. ربما السبب هو العلاقة المتوترة التي تطبع علاقة الأسرة الإعلامية بالديوان ومديره منذ سنوات. وبهذا تسير خطوات بن تركي عارية من أي دعم جماهيري وإعلامي، واضعا نفسه في موقف يائس ومثير للشفقة!

إلياس. س

 

من نفس القسم الثقافي