الثقافي

الجزائر حاضرة في معرض "عاصفة من الجنة" بإيطاليا

بات الفن يشكّك في قدرة "الحقائق" على إنتاج المعنى

"عاصفة من الجنة: الفن المعاصر للشرق الأوسط وشمال أفريقيا" هو الموعد الأخير الذي بدأته "مؤسسة غوغنهايم" لعرض أعمال لفنانين من "العالم الثالث" بالتعاون مع "غاليري الفن المعاصر" في ميلانو، وهو معرض يستمر إلى غاية اليوم ، وفيه يعالج -من خلال أعمال فنانين يعيشون في أماكن متفرقة من العالم- المشاكل والأزمات التي تعصف بحقبتنا، كما تتيح للزائر تحليل ودراسة الأفكار والأدوات والمناهج التي يتبعونها في إنجاز أعمالهم.

عناوين التجهيزات والمجسّمات تنبئ عن قلق، وتدعو للتوقف لبرهة، كما يقترح كتيّب المعرض: "لا تهرول، قف وتأمل"، لأن العاصفة ربما ستكون أقرب مما نتصوّر، وهي بأي حال ستنال من الجميع، دون استثناء.

هدف المعرض، الذي أشرفت على إعداده سارة رضا، القيّمة على مبادرات "مؤسسة غوغنهايم" في "الشرق الأوسط" وشمال أفريقيا، بالتعاون مع باولا تساتّي وعمر كوتشينييللو، هو الدعوة للتأمل "في أحوال منطقة حيوية من عالم اليوم". بينما تحدّثت أنّا ماريا مونتالدو، مديرة "قطب الفن الحديث والمعاصر" في ميلانو عن "الخطوط المتقاطعة للمعرض مع النقاط الأكثر سخونة في يومنا هذا".

ويضمّ المعرض ستة عشر عملاً لثلاثة عشر فناناً في قاعات الطابق الأرضي للمتحف، علماً أن عنوان المعرض مستوحى من عمل للفنان الإيراني روكي خيري زاده، والذي اقتبسه بدوره من كتاب للفيلسوف الألماني والتر بنيامين. وعاصفة روكي خيري زاده هي سلسلة من الأعمال على الورق تستند إلى صور منقولة من وسائل الإعلام مع إضافات من قبل الفنان باستخدام تقنيات مختلفة تبدو في الظاهر كما لو أنها تشويه متعمّد، إنها تأكيد منه بأن الواقع هو أقرب إلى صورة مشكّلة منه إلى صورة حقيقية.

"غرداية"، للجزائري قادر عطية، مجسّم هش مكوّن من الكُسْكُسْ، تطل عليه صورتان كبيرتان لمؤسسي الهندسة المعمارية الحديثة، لو كوربوزييه Le Corbusier وفرديناند بُوَيّون Ferdinand Pouillon ونسخة من شهادة يونسكو التي تُصنّف مدينة غرداية موقعاً للتراث العالمي. يلفت عمل عطية الانتباه إلى حقيقة أن كلا المعماريين "اقترضا" تصاميمهما الهندسية الحديثة، بعد إجراء التعديلات المطلوبة، من تشكيلات الهندسة المزابية (نسبة إلى وادي مزاب) دون الإعلان عن مصادر إلهامهما.

 

من نفس القسم الثقافي