الثقافي

"الرداءة" و"قلة الحياء" ميزة برامج الكاميرا كاشي عبر الفضائيات الخاصة

أثار الكثير منها استياء الجمهور ورأوا بأنها بعيدة عن المجتمع الجزائري المحافظ

تشهد معظم القنوات الجزائرية سواء كانت العمومية أو الخاصة نشاطا وحركية متميزة عند حلول شهر رمضان, وذلك ببث مختلف البرامج والحصص الاجتماعية والدينية, إضافة الى المسلسلات الدرامية و الكوميدية ليطلق عليها تسمية الشبكة البرامجية لشهر رمضان.

ومع حلول الشهر الفضيل يولي المشاهد الجزائري أهمية كبيرة للقنوات التلفزيونية الجزائرية بتنوع برامجها, خاصة و أنه اليوم يمتلك العديد من الخيارات  بوجود الكثير من القنوات الخاصة, بعد  أن كان مجال السمعي البصري يقتصر فقط على القطاع العمومي.

وفي ذات السياق سعت القنوات الجزائرية اليوم الى تقديم أفضل البرامج لاقناع المشاهد الجزائري وحتى العربي, الا أن هذه الفضائيات ورغم اختلافها وكثرتها لم ترقى بعد الى المستوى الذي يلبي رغبات الجمهور, حيث أنه ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي نلاحظ أن ردود فعل الجمهور الجزائري كلها سلبية اتجاه هذه البرامج التي تعرض ضمن الشبكة البرامجية للشهر الفضيل.

أين تصل في بعض الأحيان الى حد السخرية والتهكم وقد وصفها الكثير من المتابعين بـ"الرديئة", ولعل أبرز ما يلاحظه المشاهد الجزائري اليوم هو استنساخ الحصص من القنوات العربية وحتى الأجنبية, ونقلها عبر هذه القنوات وذلك بالرغم من اختلاف ثقافة المجتمع الجزائري سواء الدينية أو الاجتماعية عن المجتمعات الأخرى.

كما أن برامج الكاميرا الخفية تعرضت للعديد من الانتقادات في السنوات الماضية بسبب العنف وكذا إهانة الضيوف حسب تصريح الكثيرين, سقطت هي الأخرى في فخ الرداءة من خلال استضافتها للعديد من مغنيي الملاهي واعتبارهم أنهم يقدمون رسالة للجمهور, وهذا ما أثار استياء الكثير من الجزائريين, خاصة وأن مثل هذه البرامج تبث بعد أذان المغرب أي وقت الإفطار عند اجتماع كل أفراد العائلة, بالإضافة الى أن البعض منها يبث مضامين ومشاهد تتنافى مع الدين و ثقافة الأسرة الجزائرية المحافظة وكذا إهانة للرجل الجزائري.

ولم تختلف الكاميرا كاشي كما يطلق عليها مع ما حملته المسلسلات الدرامية أو الكوميدية، فكلها  لم تسلم من التقليد والاستنساخ ولم ترقى الى المستوى المطلوب, مما أدى الى هروب المشاهد الجزائري الى القنوات العربية بمختلف أنواعها نظرا لما تملكه هذه الفضائيات من برامج وأفلام تجذب المشاهدين, فيما يتسائل الكثيرون اليوم عن أسباب هذا العزوف وكذا تدني مستوى القنوات الجزائرية, أين يعتقد البعض أن الفضائيات اليوم تمارس البزنسة الفنية ولا يهمها المشاهد ولا المضامين التي تقدمها بقدر ما يتم جنيه من وراء هذا الإنتاج ولعل هذا من بين أهم الأسباب التي أدت الى تدني مستوى هذه البرامج, بالإضافة الى غياب قانون منظم لعمل القنوات التلفزيونية مما افرز الرداءة الإعلامية.

نور الدين بهون

 

من نفس القسم الثقافي