الثقافي

الدراما الجزائرية الرمضانية حضر الإنتاج وغابت الاحترافية

أموال ضخمة صرفت على الكثير منها وغياب الرؤية الفنية أبعدها عن التشويق والإثارة

الجزائريين بشعار" لا الكوميديا ضحكتنا لا الدراما بكاتنا"

 

لا يختلف اثنان على أن رهان المشاهد الجزائري قبل بداية الشهر الفضيل كان كبيرا تجاه الإنتاج التلفزيوني الذي وعدت به مختلف القنوات التلفزيونية الخاص والعمومية،  غير أن الحلقات الأولى من هذه الأعمال والتي بثت مع بداية أول أيام الشهر الفضيل خيبت الظن مرّة أخرى، فلم تصنع الأموال الضخمة التي صرفت على الكثير منها الصدى المرجو ووقعت في غيبا الرؤية الفنية والاحترافية التي تصنع نجاح أي عمل تلفزيوني، كما زاد احتكار بعض الأسماء للإخراج والسيناريو والإنتاج والتمثيل لوقوع هذه الأعمال في التكرار ما افقد الأعمال المعروضة عبر هذه القنوات للطرح التشويقي المطلوب.

اقتنع الجزائريون مع بداية العروض الأولى للأعمال التلفزيونية المنتجة محليا على التأكيد بأنها كانت خارج مجال التوقعات، فلا الكوميديا أضحكت هؤلاء ولا الدراما أبكتهم، فلحدّ الآن الأعمال لم ترقى للمستوى المطلوب، حتى على مستوى الأعمال التي كانت محط اهتمام ومتابعة مع بداية الحديث عنها والترويج لها كالجزء الثاني لمسلسل "الخاوة" الذي كان بعيدا كل البعد عن مجريات جزءه الأول، إضافة إلى مسلسل بوقرون الذي قيل بأن تكلفته فاقت الملايير.

وغير بعيد عن المسلسلات وقعت ما يتعرف بـ"الكاميرا كاشي" والأعمال الكوميدية في قالب الرداءة وبدرجات، فالكثير منها ابتعد عن الهدف المنشود من مثل هذه الأعمال ووقع في زاوية "الشتم" و"السب" و"الترهيب" أما البعض الآخر فوقع في التقليد لأكبر البرامج العربية التي جسدت في السنوات السابقة على غرار "قمرة" و"الصدمة" حيث عدمت الكثير من المؤسسات الإعلامية الخاصة عبر صحفييها إلى تكرار هذه التجارب وتقليدها بنسختها الجزائرية سواء عن طريق الرؤية الاخراجية أو التمثيل وحتى السيناريو الذي كان عبارة عن "كوبي/كولي" لتلك البرامج.

 "في الجزائر، للفاشل عنوان، وعنوانه المال و"النجاح" على حساب أشياء كثيرة، بالنسبة له نجاح وبالنسبة لنا الفاشل يبقى فاشل مادام لا يحاول النجاح على أسس صحيحة"  هكذا تختصر ما الصحفية المتخصصة في الشأن الثقافي ضاوية خليفة ما عرض من برامج فنية وكاميرا كاشي ومسلسلات عبر الفضائيات الجزائرية الخاصة والعمومية، خلال الشهر الفضيل، ووجهت رسالة للمنتجين قالت فيها: " احترموا ذكاء المشاهد قليلا"خاصة وأن بعض الأعمال سقطت في خانة لا يمكن إلا القول بأنها مخيبة فمسلسل مثل "الخاوة" الذي حقق نجاحات كبيرة في العام الماضي كانت الأصداء الأولى لموسمه الثاني مخيبة إذ أن الحلقات الأولى أوضحت بان العمل لا يمت بصلة لجزءه الأول، كما أن الاستعانة بالأسماء فقط على حساب الكفاءة والقدرة على تقديم الإضافة اللازمة أفقدا العمل جودته الفنية التي صنعت التميز السنة الماضية، فغاب الأداء، والتمثيل والسيناريو والحوار وغاب الممثل النجم الذي صنع نجاحات جزءه الأول حسان كشاش وهو ما أثر بشكل كبير على العمل في جزءه الثاني.

أما بخصوص المسلسل الآخر الذي قيل عنه الكثير والموسم بـ"بوقرون" الذي أخرجته وكتبة قصته وسيناريو العمل والحوار والتمثيل ريم غزالي فإن هذه الأخيرة أرادت من خلال هذا العمل أن تسير على خطى عاشور العاشر غير أن التقليد الأعمى أفقدها بوصلتها وأظهرت الحلقات الأولى من العمل أن الأموال التي صرفت عليه كان يمكن استثمارها في أعمال أخرى كانت لتلقى الاعجاب لو أسندت لأهل الاختصاص.

في حين تقول الصحفية صبرينة كركوبة في ردها على سؤال لـ"الرائد" حول البرامج التلفزيونية عبر القنوات الجزائرية: "لحد الآن لم يتسنى لي متابعة كل البرامج والمسلسلات التي دخلت بها القنوات العمومية والخاصة، عموما وحسب الأصداء، التي وصلتني لا يوجد لحد الساعة عمل يرتقي لمستوى المتلقي واحتياجاته، ربما الحكم على الأعمال في أول يوم من عرضها خلال الشهر الفضيل، سابق لأوانه، لكن هي انطباعات أولية نقدمها"، وأضافت تقول: "تابعت مسلسل "الخاوة" في جزئه الثاني، على قناة الجزائرية، وحسب اعتقادي المتواضع، لم يكن في مستوى تطلعاتي التي ترقبتها، فالتغييرات التي تم إحداثها لم تكن موفقة إلى حد كبير، خاصة تغيير الممثلين على غرار حسان كشاش، الذي كان له الفضل في نجاح الجزء الأول، فضلا عن إشراك أوسم رجل في العالم محمد رغيس في المسلسل وهو الذي لا علاقة له بالتمثيل لا من قريب ولا من بعيد، المسلسل وفي أولى حلقاته يظهر أنه ليس كجزئه الأول"ـ أما بخصوص الكاميرا الخفية فأشارت إلى أنها لم تخلق التميز، وسارت كما في الأعوام السابقة، وباعتقادي أن برنامج التجربة الاجتماعية "مازال الخير" كان في المستوى.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي