الثقافي

"ميزة الرواية أنها ليس لها شكل معين"

خلال مشاركة في ندوة دولية نظمتها الجمعية الفلسفية الأردنية، بن تومي:

عاين الكاتب والباحث الجزائري وأستاذ تحليل الخطاب والآداب بجامعة فرحات عباس في سطيف بالجزائر، الدكتور اليامين بن تومي، الأسانيد الفلسفية والتاريخية للرواية، في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية بعمان. وقال الدكتور بن تومي في محاضرة ألقاها بعنوان “الرواية والفلسفة” انه “لا يمكن ان نتصور شكلا واحدا لجنس الرواية لأنها وجدت لترتحل في الشكل والتجريب والتعدد ولم توجد ليضبطها شكل واحد قار”.

وأضاف في الندوة ان الرواية وجدت مع الإنسان لتعبر عن رحلته وضياعه في الأزمنة الحديثة تلك الأزمنة المتفجرة التي تبحث عن المنسي في الكينونة، موضحا انه لا يمكننا ان نتصور بروتوكولا فنيا واحدا لكتابة الرواية، لان فكرة البروتوكول تشتغل ضد اللاحسم الشكلي الذي تأسس على أساسه جنس الرواية. 

وفي هذا السياق بين ان العودة إلى ما يسمى بالأصول الشكلية للرواية بأن يبين هذا النوع من القراءة الاختزالية لنسق الرواية عن ضعف رهيب في فهم الأسانيد الفلسفية والتاريخية التي أدت إلى تأسس هذا الجنس أساسا، موضحا ان التمسك بمفهوم محدد للرواية يجعلها في حالة التباس وإسفاف واضح، ذلك لان الحديث عن شكل ثابت يمنع عنها المراجعة الداخلية والتكوير العميق التي اعتمده منذ بدايتها.

ورأى ان الرواية شكل لا مستقر أساسا وأنها فن يتعلق بسؤال النسيان ويعتمد على اكتشاف ذلك المنسي في الكينونة، وكل تطور في اكتشاف ذلك المتواري والمحجوب يعمل على إعادة تطور لنسق الرواية، مبينا ان الرواية كفن تبحث عن الاكتمال أو هي رحلة إلى الاكتمال، لكنها لم تنجز بعد لا من جهة الشكل ولا من جهة الموضوع، وهي رحلة دؤوبة في التركيب والبناء وآي ثبات يؤدي إلى موتها كما يقول الروائي الفرنسي ميلان كونديرا.

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي