الثقافي

عندما يتصدر سؤال الإسلام المكتبات التونسية

على الرفّ

المكتبات في قلب مدينة تونس أو ضواحيها، على غرار مكتبة "الكتاب" ذات السيط الواسع، ويتردد عليها أغلب من يتمشى في شارع بورقيبة، الشارع الأشهر في العاصمة، أو مكتبة "كلير فونتان" في شارع الجزائر، أو مكتبة "ألف ورقة" في ضاحية المرسى، أو مكتبة "المعز" في ضاحية المنزه وغيرها من المكتبات الجديدة في الأحياء التونسية الجديدة والراقية، هذه المكتبات، ونحن نتردّد عليها، يشدّنا هذا الكم الهائل من المؤلفات التي تعرض في جناح "الإسلام" أو في الواجهات الخارجية، والتي تعنى كلها بسؤال الإسلام، بمقاربات وزوايا متعددة، لكن أغلبها يلتقي في النظر إلى الإسلام بعين حديثة تخرج عن المقاربات الكلاسيكية لكتاب ومفكرين من الشرق والغرب. 

إنها كتابات لمتخصصين في التحليل النفسي، على غرار مؤلفات فتحي بن سلامة، ومنها "الإسلام والتحليل النفسي"، والذي ترجمته عن الفرنسية شقيقته رجاء بن سلامة، و"ليلة الفلق" و"تخييل الأصول" و"حرب الذاتيات في الإسلام" و"الفحولة في الإسلام" و"إعلان عصيان".. علما أن هذا الكاتب ترجمت كل أعماله إلى اليابانية وترجمت نصفها إلى العربية. وتعرض هذه المكتبات أعمال أكاديميين، منهم الباحثة التونسية ألفة يوسف، صاحبة أطروحة "تعدد المعنى في الإسلام"، وإصدارات عديدة يقبل عليها القراء، منها "حيرة مسلمة" و"ناقصات عقل ودين" و"الإخبار عن المرأة في القرآن والسنة"، والأكاديمي عبد المجيد الشرفي، وخصوصا إصداراته "الإسلام والحداثة" و"الإسلام بين الرسالة والتاريخ"، و"مستقبل الإسلام في الشرق والغرب" و"الثورة والحداثة والإسلام" و"مرجعيات الإسلام السياسي". ومن المؤرخين الذين يسألون الإسلام بعقل وتحليل المؤرخ الراحل محمد الطالبي، صاحب  

عناوين جريئة أخرى لمفكرين تونسيين، نجدها تتصدر مكتبات تونس، في مقدمتها مؤلفات المفكر والمؤرخ التونسي هشام جعيط، والذي اشتهر بكتبه "الفتنة الكبرى" و"الدين والسياسة في الإسلام"، ثم "السيرة الذاتية للنبي محمد" في ثلاثة أجزاء، مقاربات أخرى حول سؤال الإسلام يقبل عليها القراء في مكتبات تونس، منها كتاب الحقوقي علي المزغني "الدولة التي لم تكتمل"، ويعالج علاقة الإسلام بالحقوق. وهناك كتاب نادية المرزوقي "الإسلام، دين أميركي" (سوي 2013)، وتعالج الكاتبة فيه، بشجاعة وجرأة نادرتين، السياقات الاجتماعية والتاريخية التي أصبح فيها الإسلام شأنا سياسيا داخل الولايات المتحدة الأميركية. ومن الإصدارات الأخرى حول شخصية النبي محمد، وظروف قيام دولة الخلافة، كتاب هاله وردي "الأيام الأخيرة لمحمد"، والصادر عن دار "البار ميشيل" بالفرنسية، وهو كتاب تحليلي نقدي لوقائع الأيام الأخيرة من حياة النبي محمد.. وقد شكل عند صدوره سنة 2016 ظاهرة فريدة، حيث نفدت طبعاته الأولى في المكتبات التونسية، ثم جرى منعه في بعض الدول، وما زال يثير نقاشا حادا في دوائر الاختصاص.

الوكالات

 

من نفس القسم الثقافي